تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


قطعوا الحبل في وسط البئر

الخميس 3-1-2013
شهناز صبحي فاكوش

هل يمكن أن يصبح عام 2012 حكاية في الزمان ليبدأ زمن جديد مع عام 2013 تسقط فيه النظرة التشاؤمية للرقم 13 والتي أصبحت موروثاً أصله توراتي ولكنه وجد سبيله بين طيات الأيام...

هل يمكن أن نقول لبعضنا بعضا ليجعل الله العام القادم كله خير، تأصيلاً لقول رسولنا الكريم (ولا تطيروا)؟.‏

هل يمكن أن نرسم الرقم (3) مقدمة حمامة سلام في منقارها غصن زيتون فيورق العام ويزهر ونقطف ثماراً نضرة من المحبة والألفة والهدوء والأمان. فتشرق شمسنا شموخاً وبناء، وترميم شرخ نال من حياتنا؟؟..‏

رحمة لشهدائنا وليحفظ الله دماء أبناء سورية الوطن.‏

عندما كُلِّفَ الإبراهيمي بمهمة حل الأزمة السورية اعتماداً على تاريخه السياسي وبتكليف أممي ظن العالم كله أنه سيلقى الدعم الكافي من دول الغرب (التي ما فتئت تجمع مع بعض العرب أعداء سورية في غير مكان).. ودعماً عربياً.. على الأقل لكونه عربيا، ومن يعمل على الأزمة السورية عربياً ويدعي حرصه على سورية.‏

الرجل كُّلِّف من قِبَل الهيئة الأممية وأضعف الإيمان أن تدعمه هذه بقرارات، إن لم تعينه فعلى الأقل تُعَبِّد له الطريق للوصول إلى الحل. والحل واضح وظاهر للعيان ومن لا يرى الشمس من الغربال أعمى، هذا المثل الشائع الذي ما أحسبه في أذهان مروجي ومحرضي الأزمة السورية. ولم يمر على بالهم يوماً فلابد أنّ (نظاراتهم) سوداء فلا تجد لعيونهم أشعة الشمس سبيلاً...‏

كلَّفوا الرجل من هنا ويضرمون النار من هناك، يطالبونه بإيجاد الحل للأزمة السورية ويعرقلون عمل الرجل في الاتجاه الآخر. كلما حضر الرجل لسورية كان تصعيدهم مرافقاً حتى بات يخشى التصريح بزيارته. وهم يعلمون تماماً أن السبيل للوصول إلى نهاية الأزمة واضح وجلي. طاولة حوار تجمع أطياف الأزمة مهما كانت مطالبها، وكل ما هو قابل للحوار لابد من الوصول بعده إلى حل. وفي التاريخ حتى الحروب العالمية كانت تنتهي على الطاولة... ولكن يسبقها دائماً وقف للاقتتال...‏

طلب الرجل هدنة في عيد الأضحى المبارك والتزمت بها سورية الدولة، ولكن الإرهاب ما تَعوَّد يوماً على حفظ المواثيق. وما كانت هذه التجربة الأولى فقد سبقها ذات الفعل الذي لم يجد سبيلاً للتنفيذ عند من رفع السلاح بوجه سورية الوطن... ولذلك فشل مون... والمبعوثون العرب من قبل...‏

وكلما شاء الرجل التحرُّك لتفعيل عمله تبدأ محطات التضليل بالتشكيك في نجاح مهمته – وهذا ما بدأ منذ اليوم الأول الذي تلا تكليفه - والتحريض ضد الحل السياسي، بل ما يزيد الطين بلَّة هو زيادة ضخ السلاح والإرهابيين وزيادة منسوب الدم السوري الذي يتلذّذون به لأنه بظنهم يضيف (براغي) لكراسيهم ويزيد المادة اللاصقة من تحتهم عليها. والتحريض لمن يوصمون بالمعارضة الخارجية بأطيافها المحبة للحل السلمي السياسي أو الرافضة له يزداد في ارتفاع حرارته، حتى ليلسع الداخل السوري والمعارضة قبل غيرها..‏

والجميع يعلم؛ الأعداء والمحرضون، قبل الأصدقاء والساعين لخير سورية الوطن أنه لا يمكن وضع طرفي النزاع كأطراف متكافئة، فالجيش العربي السوري يدافع عن ترابه وشعبه. أما القادمون بأسماء شتّى تحت عنوان الجهاد فهم مخربون وتمتد أيديهم لتنال من الجسد السوري والوطن السوري والسيادة السورية بمقوماتها جميعاً. ويتأكد ذلك بإعلان مجموعة النصرة ضمن لائحة الإرهاب... وفي هذا لابد لكل قارئ أن يرى حقيقة ما يحدث على الأرض السورية، حيث التحريض سبيل الحرق والغرق...‏

أما الموقف الحازم الذي يجب أن تتخذه الهيئة الأممية التي كلفت الرجل، لابد أن يتجسد من خلال قرارات صريحة وواضحة بتجريم كل من يضخ السلاح والمخربين والمحرضين لإشعال النار على الأرض السورية. وأن تُجاهر صراحة أن الوطن سورية للسوريين فقط، وأن حلّه السياسي لا بأس أن يكون له رعاة، لكن فحواه لا يتداوله إلا السوريون أنفسهم.. وأن الديمقراطية التي تتحدث بها الأطراف جميعاً لا فيصل فيها إلا صندوق الاقتراع الذي يضع الأطراف جميعاً على الساحة السورية، وليس الاعتراف بمجموعة هنا وفئة هناك. هذا إن كانوا حقاً صادقين في السعي لحل الأزمة كما يدعون... أما أن يُزَجَّ بالرجل ثم تُوضَع العصي في عجلات عربته لتعيقها فليس ذلك من أخلاق السياسة في شيء.‏

أما إن كانوا يرسمون لسورية مستقبلاً هلامياً كما يحدث الآن في بعض الدول، أو تقسيميَّاً أو طائفيَّاً كما بدأ الفرز في الدول - التي اجتاحها الربيع العربي وتركها لأقدارها - فهذا مغاير للتاريخ والجغرافية والديموغرافيَّة السورية. وهو مرفوض من السوريين جميعاً الصغار قبل الكبار والبعيدين عن الشأن السياسي قبل الضليعين فيه. مرفوض جملةً وتفصيلاً ولا مكان له في الذهنية السورية ولا في الحياة العامة. لأن اللعبة أصبحت مكشوفة للصغير قبل الكبير والجاهل قبل العاقل، (أن تضعف سورية أو تنحر لتتطاول الرقبة الصهيونية..) هذا هو المستحيل بعينه.‏

سورية الوطن لجميع أبنائها.. وهم وحدهم القادرون على الحفاظ عليها فهذا حقهم المشروع. ومن ينزاح لأعدائها مستقوياً عليها، فكل السوريين له بالمرصاد.‏

ومن يسعى لمساعدتهم في الحل عليه أن يُمهِّد الطريق للسيد الإبراهيمي، هذا إن كانوا قد أعطوه الثقة بقناعة كما الناظرون بعقلانية لحقن الدم السوري، وليس ليكون في موقع التصدي لمن يتخفّى خلف مهمته..‏

الرجل له قامته السياسية وله مواقفه في تاريخ حافل يعتز به...‏

وليس من الرشاد ولا الشهامة التلطّي وراءه وإفشاله لضرب سورية الوطن...‏

هم مكشوفون وإن لم يكونوا في هذه الناصية فعليهم السير على الطريق المضاء بنور الشمس والقمر حتى يثق بهم الآخرون. وأُولى علامات إثبات حسن النية تجفيف قنوات الإرهاب بكل أشكاله بشرياً أو لوجستياً عندها تكون لحظة الانطلاق التي تقصّر مسافات التلاقي، وتضع الجميع على طاولة الحل السياسي بالحوار الوطني السوري - السوري بحضور محبي سورية وشعبها. عندها سيكون السبيل لصندوق الاقتراع هو أسهل الطرق لبدء الخطوة الأولى لبناء سورية المتجددة بالإجماع. وليمسكوا جميعاً مع الإبراهيمي بحبل النجاة بدل قطعه في وسط البئر...‏

لتعود الشجرة الدائمة الخضرة لارتداء ثوبها المزركش بأنوار المحبة وتضاء الشموع التي ينبع نورها من قلوب السوريين جميعاً.‏

شجرة المحبة التي غابت عن معظم الأماكن التي اعتادت أن تنتصب فيها. وتعود السماء كما عهدها للهطل في مثل هذه الأيام فيعم الخير ويمتلئ البئر ماءً نميراً يرتوي منه الجميع...‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية