تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بعد أوروبا...هل ثمة من لم تتجسس عليه أميركا؟

شؤون سياسية
الخميس 4-7-2013
 دينا الحمد

من بقي من دول العالم لم تتجسس عليها أميركا، ومن بقي من الشعوب لم تراقب حركاتها وسكناتها بعد أن تجسست على مواطنيها أنفسهم وعدت لهم أنفاسهم ومكالماتهم على شبكة الانترنت وخطوط الاتصالات الأرضية والفضائية،

فهاهي أميركا اليوم تتجسس على الأوروبيين في الوقت الذي لم يجف فيه حبر فضيحة«بريزم» التي أحدثت ضجة كبيرة في أوساط الأحزاب والرأي العام الأميركي وبلبلة في أروقة البيت الأبيض والكونغرس والسي آي إيه .‏

فلم تكد تهدأ الأصوات المتعالية للكشف عن فضيحة التجسس على المواطنين الأميركيين بعد وصول أجهزة الاستخبارات على الخوادم المركزية لمواقع غوغل وسكايب ويوتيوب وفيسبوك وآبل وياهو وحصلت على المكالمات الصوتية ومقاطع الفيديو والاتصالات للمواطنين من خلال استخراج رسائل بريد الشركات حتى تفجرت أزمة أخرى مع الاتحاد الأوروبي بسبب فضيحة جديدة أثارت حالة من السخط في أوروبا إزاء هذا الانتهاك الجديد.‏

فماهي قصة التجسس الجديدة وكيف كانت ردة الفعل الأوروبية عليها؟! في الواقع ظهرت الفضيحة الجديدة بعد الحصول على وثائق نشرتها الصحافة وأكدت فيها أن وكالة الأمن الأميركية لم تراقب اتصالات المواطنيين الأوروبيين فحسب، بل طبقت أيضاً برنامجاً للتجسس على مكاتب تابعة للاتحاد الأوروبي، حسبما أوردت صحيفة « دير شبيغل» الألمانية واستندت الصحيفة إلى وثائق سرية قالت إنها تمكنت من الحصول على بعضها من العميل السابق في وكالة الأمن القومي الأميركية إدوارد سنودن، والذي فر إلى هونغ كونغ الشهر الماضي وكشف عن برنامج تجسس سري كانت الوكالة تديره لتتبع رسائل البريد الإلكتروني والمكالمات الهاتفية عبر أرجاء العالم.‏

وذكرت الصحيفة أن وثيقة تعود لشهر أيلول2010 وكتب « سرية للغاية» أظهرت كيف كانت وكالة الأمن القومي الأميركية تتجسس على بعثة دبلوماسية تابعة للاتحاد الأوروبي في واشنطن ، وأن أجهزة تنصت نصبت في مبانٍ تابعة للاتحاد الأوروبي، وأنه تم اختراق شبكة أجهزة الكمبيوتر الداخلية والتي من خلالها تمكنت الاستخبارات الأميركية من التجسس على اجتماعات ورسائل بريد إلكتروني ووثائق داخلية تخص الاتحاد الأوروبي.‏

كما تعرض مكتب الاتحاد الأوروبي لدى الأمم المتحدة في نيويورك لمراقبة مماثلة، وأشارت « ديرشبيغل» إلى أن الاستخبارات الأميركية كانت تتنصت على مقر مجلس الاتحاد الأوروبي وتراقبه باستمرار.‏

أما ردة الفعل الأوروبية فكانت فورية، وقال مسؤولون عديدون إن البرنامج الذي وضعته الولايات المتحدة للتجسس على شركائها في الاتحاد الأوروبي تسبب بانهيار الثقة، ويمكن أن يؤدي إلى أزمة سياسية خطيرة بين الطرفين وقد طلبت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون من وزير الخارجية الأميركية جون كيري« توضيح» الوضع في أسرع وقت ممكن كماطلبت المفوضية الأوروبية المكلفة شؤون القضاء من وزير العدل الأميركي احترام تعهده بتقديم كل المعلومات حول برنامج المراقبة واتفق الطرفان الأوروبي والأميركي على اجتماع مجموعة عمل شكلها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في تموز لتبادل معلومات حول حجم المعطيات التي جمعت والضمانات التي يمكن أن تقدمها الولايات المتحدة لمواطني الاتحاد الأوروبي وقال مندوب للاتحاد الأوروبي سنرى ماسنحصل عليه وقال مسؤول أوروبي: إذا تبين أن الأميركيين تجسسوا فعلاً على حلفائهم، فسيخلف ذلك أضراراً سياسية ذلك الأمر يتجاوز إلى حد كبير احتياجات الأمن الوطني، إنه انهيار للثقة وقد يؤدي إلى أمور خطيرة جداً. وأضاف أعتقد أن الأميركيين أدركوا جيداً أنه أمر خطير ونحن ننتظر رد واشنطن.‏

لكن كيف كانت ردة فعل الإدارة الأميركية؟ كعادتها حاولت واشنطن التقليل من الأمر وقال وزير خارجيتها جون كيري أن السعي للحصول على معلومات حول دول أخرى ليس أمراً غير معتاد، إلا أنه وعد بالتحقيق في المزاعم بأن الولايات المتحدة تجسست على مكاتب الاتحاد الأوروبي في واشنطن وقال: كل دولة في العالم مشاركة الشؤون الدولية ومهتمة بأمنها القومي تقوم بكثير من النشاطات لحماية أمنها القومي وجميع أشكال المعلومات تساهم في ذلك وأضاف: كل ماأعرفه هو أن هذا ليس أمراً غير معتاد بالنسبة إلى كثير من الدول، ولكن فيما عدا ذلك فلن أدلي بأي تصريحات إضافية حتى احصل على جميع الحقائق، وأعرف بالضبط ماهو الوضع، أماالإدارة القومية للاستخبارات الأميركية اعتبرت أن الولايات المتحدة سترد بالشكل المناسب عبر القنوات الدبلوماسية على طلبات التوضيح التي قدمها الاتحاد الأوروبي بشأن قضية التجسس وأن ذلك سيتم عبر الحوار بين خبراء في الاستخبارات من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الذي طالب الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الولايات المتحدة بإجرائه منذ عدة أسابيع والفضيحة الأخرى هي ماذكرته صحيفة الغارديان البريطانية بأن الولايات المتحدة تجسست كذلك على حلفاء من خارج الاتحاد الأوروبي، منهم اليابان وكوريا الجنوبية والهند. وسبب هذا إحراجاً لكيري، لأنه تزامن مع وصوله إلى بروناي لحضور مؤتمر عن أمن آسيا والسؤال الذي يلقي بظلاله على هذه الفضيحة الجديدة هو: إلى متى ستستمر أميركا في انتهاك سيادات الدول والشعوب دون رادع يردعها؟!...‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية