تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الأزمة المالية في العالم وتأثيرها على الدول النامية

شؤون سياسية
الخميس 4-7-2013
 هيثم عدرة

ارتفاع أسعار المواد الغذائية والنفط يشكل تهديدا بنشوء أزمة في الاقتصاد العالمي , كما يؤثر على الأوضاع غياب الاستقرار في الشرق الأوسط ولذا تكفي هزة واحدة لبدء موجة جديدة من الأزمات ,

ويبدو أن أزمة الثقة إن حصلت بين المستثمرين ربما تبدأ موجة بيع في جميع أسواق الأوراق المالية وأسواق الخامات , وقد يدخل الاقتصاد العالمي في حالة انكماش ويرى البعض بأن هذا السيناريو الخطر ليس عفويا وإنما يمثل عملية مبيتة وموجهة بصورة مفتعلة.‏

لابد من مناقشة جوانب أخرى قد تؤثر في مسار الأزمة المالية العالمية وهو واقع ارتفاع الأسعار وتأثيرها على الدول النامية , ويمكن أن نأخذ موضوع القمح وهل يوجد طريقة لكبح الزيادة المطردة لأسعار الحبوب وغيرها من المواد الغذائية في الأسواق العالمية .‏

بعض التوقعات ترى أن العالم برمته دخل في نفق طويل من خلال أزمة غذائية مستدامة تتراجع حينا وتتصاعد حينا , وبالطبع من أولى نتائجها هو الاضطرابات الاجتماعية في الدول النامية بخاصة والدول الأقل تطورا , ويحذر بعض الخبراء من أن أسعار المواد الغذائية يمكن أن تتضاعف خلال السنوات القادمة وأول من سيعاني من ذلك هم سكان العالم ذو الدخل المحدود , وفي تصورات المنظمة الدولية للزراعة والأغذية ( الفاو) يكمن في حل المشكلة في الإصلاح الجدي والمنسق لنظام توزيع الأغذية على النطاق العالمي , والمفارقة في مايخص تأمين المواد الغذائية أن واحدا من كل عشرة من سكان العالم يعاني من الجوع يوميا على الرغم من آن العالم ينتج من المواد الغذائية مايكفي لإطعام كل فرد من سكانه , والسبب الأول لهذه الظاهرة هو أسعار الأغذية التي تجاوزت كل المعايير بالنسبة للعديد من الدول والتي يتواصل ارتفاعها في السنوات الأخيرة بشكل متسارع .‏

لابد من القول أن الهيئات والمنظمات الدولية المدعوة لمعالجة قضايا الأمن الغذائي , وخصوصا منظمة الفاو عاجزة حاليا أن تمارس تأثير مباشر على الأسواق العالمية للأغذية التي تتوخى بالدرجة الأولى الحصول على الأرباح ولا تنطلق من اعتبارات إنسانية أو اغاثية.‏

ويمكن القول وحسب تقديرات المنظمات الدولية المتخصصة أسفر الارتفاع الشديد في أسعار المواد الغذائية في السنة الأخيرة عن هبوط ملايين من الأشخاص إلى ماتحت مستوى خط الفقر , بمعنى آخر أنهم باتو مضطرين إلى العيش بأقل من دولار في اليوم , وبالتالي ينفقون كل مايملكون على الأطعمة وحدها , وإذا لم تتخذ إجراءات عاجلة فإن عدد الفقراء سيزداد في المستقبل القريب ويتضاعف , الأسعار العالمية للمواد الغذائية ارتفعت في العام الماضي بحدود 35في المائة , إلا أن أهم مادة غذائية هي القمح ارتفع سعرها بشكل مرعب إضافة إلى ارتفاع سعر الذرة الصفراء مع العلم وضمن المعطيات والتوقعات سيستمر ارتفاع الأسعار خلال العام الحالي أيضا .‏

بعض الدول وهي كثيرة باتت تعتمد بقدر كبير على استيراد الحبوب وتعاني من ارتفاع أسعارها, وبخصوص التوقعات على المدى البعيد فهي أكثر إثارة وحيرة وقلق , فتقديرات الأمم المتحدة تفيد بأن حل مشكلة المجاعة في العالم خلال العقود القادمة من السنين سيتطلب زيادة إنتاج الأطعمة بنسبة كبيرة مع الأخذ بعين الاعتبار تكاثر سكان العالم , إلا أن احد لايعرف كيف يمكن زيادة المحصول بمثل هذه الوتيرة التصاعدية في زمن يتخلف فيه الإنتاج الزراعي عن ازدياد عدد السكان ولا يسبقه و ويعتقد البعض أن المراهنة على إنتاج أغذية رخيصة أصبح ضربا من المحال والخيال لتأمين الغذاء للبشرية وخصوصا الشرائح الأكثر تأثرا بأزمة الغذاء العالمي , وهذا بحد ذات يفرض معطيات جديدة قوامها هزات متتالية تتأثر بها السياسات العالمية إضافة إلى التأثير المباشر على الصعيد الاقتصادي.‏

وهذا يجعلنا نناقش الحالة التي وصل إليها العالم ودخوله في نفق مظلم اولنقل طويلا بدءاً بالأزمة المالية التي تتدحرج وتكبر ككرة الثلج والتي تعصف بالعالم وتبعتا الهزات الارتدادية إن صحت تسميتها الاقتصادية وارتفاع لافت للنظر فيما يخص أسعار المواد الغذائية مما يجعل دول عديدة مرشحة للانهيار بسبب الأزمة المالية من جهة والأزمة الاقتصادية من جهة أخرى , وتزايد حالات الجوع و المجاعة في العالم بسبب ارتفاع المواد الغذائية وهذا يطرح سؤالا جوهريا إلى أين يتجه العالم في ظل هذه السياسات المتبعة .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية