تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الفضاء العربي الجديد وسقوط الرهانات

شؤون سياسية
الخميس 4-7-2013
 بقلم الدكتور فايز عز الدين

ثمة مايدعو العمل العربي اليوم والعقلاء العرب الى المراجعة الراشدة التي تتمكن من اعادة طرح القضية العربية في مااطلق عليه الربيع ,ولم يتم دورته الطبيعية بالزهروالخضرة والجمال بل بدأ بالقتل والدم والتبعية, والتخلف نعم نحن الان

اصبحنا احوج من كل لحظة مضت لاعمال المنطق, وقراءة الحدث العربي بروح علمية موضوعية تنطلق اولا من تمسكها بالربيع وسعيها لان يكون هذا الفصل الجميل من طقس العرب والعروبة, لا ان يستورد لنا من الدوائر الامروصهيواوروبية, ويدخل الى بلادنا دون شمس ولاحياة ولاخير.والزمن العربي الهجين الذي زعموا انه الزمن المناسب للعرب صحيح انهم نجحوا بادىء ذي بدء باقناع عامة الناس بأنه زمنهم, وماعليهم سوى استثماره عبر هدم الهيكل الدولي الذي انجز، فالهيكل القائم هو نموذج الاستبداد العربي ولابد من بناء نموذج الحرية والعدل كما هو عليه النموذج الغربي الليبرالي.‏

ومن الطبيعي ان لاترفض الناس سقوط منظومة الاستبداد وهياكلها. وقد تمكنت الماكينة الاعلامية الدولية من أن تصور للمواطن العربي أن نسف النظام الرسمي العربي هو الخطوة الأولى وبدأت المسألة من تونس ومصر وليبيا واليمن وسورية وفي الدول التي كان النظام السياسي الهش فيها جاهزا للهدم تم للمؤامرة ماارادته من العرب فسقطت الانظمة التي لم تكن بالاصل تتمسك بالمنظومة العربية للعمل القومي. بمقدار ماكانت منظومة تحت السيطرة الغربية الامروصهيواوروبية, وكان المفتاح في فهم اهداف الربيع العربي من هذا الامر بالذات اذ كيف تعزل اميركا حكاما عربا وضعتهم هي ورتبت لهم شكل السلطة والسياسة؟‏

ليأتي الجواب بأن زمن الاستقرار العربي ، والتطور حتى التدريجي منه قد مكن العرب من أن يمتلكوا نسباً من القوة ، ومن التنمية للموارد المادية والبشرية بآن معاً ، وهذا يعني أن المشروع الصهيوني صار مشروعاً يواجه القوة المتنامية من حوله عند العرب، وصار غير قادر على أن يبقي الحروب حلاً له في كل لحظة انقضاض يقررها للتوسع والاحتلال ، والاستيطان . ولو زدنا على هذا الحال المهم للعرب رغم مافي نظامهم الرسمي من عمالة وخدمة للصهيونية بأن المحيط الاسلامي بدأ منذ عقود من الزمان بتململ من عدم احترام السياسات الأميركية له خاصة بعد أن صار الإسلام العقبة الوحيدة في بناء النظام العالمي الجديد الذي قادته أميركا منذ عام 1991 أي على أثر نتائج المتغيرات الدولية وسقوط القطب الشيوعي بزعامة الاتحاد السوفياتي من خارطة القوة والقيادة العالمية/ نعم إن أميركا صحيح كما وصفها المفكر الروسي بريماكوف بأنها لاتمتلك من الرصيد الأخلاقي ما يجعلها مؤهلة لقيادة النظام الدولي بمفردها ، لكن الصحيح أيضاً هو أن أميركا التي أقامت كيانها الدولي على دماء الهنود الحمر، وادعاء التفوق البشري للجنس الإنكلوساكسوني لن تقبل بأن تضبط استراتيجياتها العالمية بما ينشد إليه الناس من فكر أخلاقي لديه معايير واحدة في السياسة وفي النظر إلى الآخر.‏

إن أميركا البراغماتية في أحسن صور هذه البراغماتية ليس في عرفها أن يكون أمام مصالح إسرائيل ومصالحها أي منظومة أخلاقية في العمل الدولي. وعليه فقد سعت وهي تقود النظام الدولي كشرطي العالم الوحيد الذي لايرغب بأن يسير بجانبه أحد من أقوياء العالم لأن تكرس صورة الإسلام بأنها توحي بالإرهاب، وخلقت الرهاب الإسلامي في عقل المجتمع‏

الدولي. ثم سمحت أن يحدث فيها ما حدث في 11/9/2001 حتى تقنع المواطن الأميركي بأن الحرب على الإرهاب الدولي بتحالف دولي هو مسألة العالم، والنظام العالمي الذي تقوده وحسب، حيث لم تسمح باجتماع الثمانية الكبار. ولا بالنادي الاقتصادي الدولي بان تكون لهم بوش الأب أن لا يروا من مشكلات وتحديات سوى الارهاب والإسلام الإرهابي وشنت حربها على الإسلام باسم الإرهاب وصارت بهذا قادرة على خلط الأوراق بين النضال الوطني التحرري من الاستعمار وهو نضال مشروع . وبين الإرهاب الذي تقصدت بأن لا تضع له التعريف المحدد إذ لا يناسب سياساتها الصهيونية أولاً والأميركية ثانيا، وصار المجتمع الدولي ينظر إلى أميركا بأنها ترى أن العدو الوحيد للعالم هو الإسلام، والمعروف أن أميركا تحتاج للعدو الدولي حيث لا تستطيع أن تشن حروب المارينز ما وراء البحار بلا وجوده ، وكذلك لا تستطيع أن تتواجد في أوروبا وتقود حلف الناتو وتمد سيطرته دون هذا العدوان الدولي ووصل العالم إلى قناعة بأن الربط بين أميركا والإسلام هو من المستحيلات ، وفي ربيع مخطط له اتضح للشعب العربي بأن أميركا مع الإسلام والمسلمين فها هي تأخد تركيا إلى جانبها وها هي تساعد جماهير تونس ومصر وليبيا واليمن وسورية على التخلص من الاستبداد حتى تقيم للعرب نظام الحرية. وبعد أن حصل ما حصل بدأت جماهير العروبة تتلمس بالحواس المباشرة في كل يوم بأن الربيع ليس للعرب ولو كان على أرضهم. فالربيع لإسرائيل وهي لم نعقد الصلة مع القادة من التيارات الاسلامية إلا على أساس أن يهدم النظام العربي وتمزق الجغرافيا العربية. ويمنع قيام الدولة الوطنية على أسس أقوى حتى تعم مفاهيم الإمارة الإسلامية في كل أرض عربية ويسقط الهيكل العربي الرسمي ومؤسساته: إذ ذاك يكون الطريق صار مفتوحاً أمام إسرائيل لكي تقيم دولتها اليهودية الخالصة. وعلى هذا المجرى فالإسلام لم يساند من قبل أميركا إلا إذا فتح الأبواب لقيام الدولة اليهودية، وما فعلوه في مصر - مرسي - أعطى القناعة لشعب مصر بأن مرسي وجماعته ليسوا قادمين بالإسلام الذي يبني الدولة الوطنية القوية. بمقدارها هم متقفون مع أميركا على سلوك تقوية الصهيونية وقد اكتشفت جماهير العروبة كيف ساندت إسرائيل حراك الربيع العربي بالمال والسلاح والدعم اللوجستي، ولا سيما في مصر وسورية واليمن وتونس ودخلت الحرب مع الأطلسي على ليبيا . وها هي اليوم تشجع أصدقاءها العرب على تمويل سد النهضة في الحبشة حتى يصبح الأمن المائي والعدائي والوطني للسودان ومصر بالقبضة الصهيوأميركية وذلك يتم اخضاع مصر بكامب ديفيد أكثر خطورة ومن الطبيعي أن تعي جماهير مصر كما وعت جماهير العروبة في كل أرض عربية - بأن هذا الربيع ليس للعرب ، كما كانت المتغيرات الدولية منذ عام 1٩8٥ - 19٩1 ليست للعالم على حكام الربيع ولابد أن تلحق بهذه الانتفاضة قريباً تونس ، وليبيا ، واليمن فيتم تصحيح الصورة ويعود الربيع العربي عبر الفضاء الشعبي العربي الذي أسقط المخططات ، واستدرك إلى أين يذهب وراء مثل هذه الرهانات .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية