تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


عدم توازن وارتباك

نافذة على حدث
الخميس 4-7-2013
 حسن حسن

لم يعدخافياً على أحد أن الانتصارات التي حققها ويحققها الجيش العربي السوري ميدانياً على المجموعات الإرهابية المسلحة على معظم الأرض السورية هي ما أوصل الغرب بزعامة الولايات المتحدة الأميركية إلى مرحلة عدم التوازن و الارتباك .

لقد تبين للولايات المتحدة خطأ وعقم الحسابات والرهانات التي اعتمدت عليها منذ أكثر من عامين ، عندما كانت على يقين تام أن هذا الموقع السوري سيسقط كما سقط غيره خلال أسابيع أو أشهر ، خاصة أن حلفاءها الإقليميين والعرب المشاركين لها في تدمير سورية صوروا لها أن مسألة إسقاط الدولة السورية مسألة سهلة .‏

من هنا يتضح لماذا فعلت الولايات المتحدة كل ما تستطيعه لإسقاط سورية خدمة لمصالحها ومصالح الكيان الصهيوني من تقديم الدعم اللوجستي والاستخباري والفني للمعارضة الخارجية والمجموعات الإرهابية المسلحة التي تقاتل في سورية ، وتسخير حليفها الأطلسي الإقليمي (العثماني أردوغان) لإدارة عملية ضغط عسكري على سورية وتأمين كل متطلباته وموارده، من مقاتلين استدعوا من كل أصقاع الأرض من مرتزقة ومجرمين وقطاع طرق وتجار مخدرات وتكفيريين ومن بقايا تنظيم (القاعدة) وخريجي سجون ولصوص ، ومن أسلحة متطورة وأجهزة اتصالات وخبراء عسكريين و ميدانيين ، ومال ، تموين ، وطواقم اعلامية اذاعية وتلفزيونية وسواها.‏

وقد اوعزت الإدارة الأميركية لخصوم سورية في المنطقة لممارسة جميع أنواع التدخل في الأزمة دون حساب وبالشكل الذي يريدونه ، كما جيشت قسماً كبيراًمن دول العالم عن طريق الضغط والابتزاز ، وأحياناً كثيرة عن طريق الرشوة - بأموال قطر والسعودية - وليس بأموالها - لحشدها ضد سورية، واجبارها على الالتزام بالعقوبات المفروضة على سورية من مختلف الجوانب ، وهددت كل من لايلتزم بعداء سورية ومقاطعتها. والأهم من كل ذلك ، أنها أوعزت لحليفتها المدللة (اسرائيل) بأن تتدخل في الأزمة السورية، وأن تصبح طرفاً رئيسياً فيها ، عبر تكليفها بقصف مواقع علمية وعسكرية تابعة للدولة والجيش لأكثر من مرة .‏

إن الحرب الأميركية بالوكالة - المحلية والإقليمية- على سورية التي كان الهدف منها ارهاق سورية مجتمعاً ودولة واقتصاداً ، واشغال الجيش للنيل منه ، والتأثير على الوحدة الوطنية للشعب وانعاش النعرات الطائفية بين قواه الوطنية ، وزرع الضغائن والأحقاد بين سورية ودول عربية أخرى شاركت في صنع محنتها لم تحقق أهدافها ، و لم تأت النتائج كما تريد أميركا وتشتهي ، فالقيادة والجيش في سورية أحرزا نجاحات يعترف بها الجميع أصدقاء وأعداء ، ولعل الخشية من نجاحات جديدة وصولاًإلى الحسم ، دفعت (أوباما)وإدارته إلى العودة لفكرة التسوية وبيان جنيف .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية