تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


التقشّف في الحبّ ..ورسائل السواقي العطشى

مجتمع
الخميس 4-7-2013
غــانــم مــحــمــد

لا نعتقد أنه بإمكان أيّ منّا أن يتحدّث بالنيابة عن مشاعر وردة حينَ تُداس أو إن كان بإمكانه المفاخرة بزراعة قلبٍ مات فيه الإحساس، أو يرحل عاشقاً إلى مكانٍ أجملُ ما فيه اليباس..

حدثتني ساقية عطشى عن شوقها للذكريات حيث كانت «سيقان» الصفصاف العارية تستحمّ بمائها على مدار العام، تذكّرت كم أغراها الرحيل لكنها بقيت منتظرة آخر دفقة من الشوق تضجّ بين حناياها وما زالت تنتظر..‏

انتبهتْ متأخرةً بعض الشيء أنها تتحدث أمام أبنائها وأن كلامها قد يضعهم على خشبةٍ من يأس وهم الذين يستعدون للعبور إلى الضفّة الأخرى من الحياة فاستعجلت استعادة التفاؤل إلى حديثها لكنها لم تنجح بـ»ترقيع» ما مزّقه سابق حديثها فبكت ويا لها من دمعة..‏

في هذه الأيام المباركة والتي يتابع فيها جيشنا الباسل تجسيد أروع ملاحم البطولة وهو يدكّ أوكار الإرهاب ويعيد الأمن والأمان للمناطق التي حُرمت منهما بفعل المجموعات الإرهابية ومن يقف خلفها، وفي الوقت الذي تجني فيه سورية الحبيبة محصولها الاستراتيجي الأهمّ (القمح)، وفي الوقت الذي قبض فيه الموظفون والعاملون راتبهم الجديد بعد مرسوم زيادة الأجور والرواتب وعلى الرغم من كل الغلاء الذي يقضّ مضاجع ربّ كل أسرة فإننا والحمد لله ما زلنا قادرين على الحياة، وما زال بإمكاننا أن نقود هذه الحياة بالطريقة السورية الجميلة دون أي تنازلات ودون أي ترخيص بأي شيء ولكن لا ينفي هذا وجود بعض الأخطاء ووجود بعض المستغلين الذين يريدون تشويه صورة الحياة لدى الناس وزرع التشاؤم في عيونهم بدل ان تؤدي جميع الطرق إلى ما يساعد على تجاوز هذه المرحلة العابرة بأسهل السبل..‏

أن يصل سعر البيضة الواحدة إلى /25/ ليرة وسعر الكيلو الواحد من حليب البقر إلى /60/ ليرة وقس على هذا المنوال فإن ذلك مشكلة حقيقية ولن يكون حلّها باستيراد المزيد من البيض أو الحليب ولا غير ذلك وإنما وبدل أن نأكل السمكة التي تُقدَّم لنا فالأولى أن نشتري الصنّارة ونتعلم صيد السمك، وأخصّ هنا من يستطيع تربية دجاجة أو بقرة أو ماعز فهو بهذه الحالة لا يسدّ حاجته وحسب وإنما يساهم في حل جزء من المتاعب الحياتية للآخرين..‏

ثمة أمور لا نستطيع كمواطنين عاديين أن نتحكّم بإيقاعها، لكن الجزء الأكبر من حياتنا هو ملكنا الشخصي، فغن كانت عبوة المتة بـ /250/ ليرة فإن استبدالها بخلطة طبيعية من الأعشاب البرية والزهورات المحضّرة شخصياً من قبل أبناء الريف أفضل وأنفع وشبه مجانية، وإن كان سعر علبة السجائر مئة ليرة فالابتعاد عن التدخين صحة وتوفير، وإن كانت أجرة التاكسي قد تضاعفت فإن المشي رياضة فيها وقاية..إلخ.‏

شخصياً، قد لا أستطيع فعل كل هذا ولكن المحاولة مطلوبة من الجميع فإن نجحنا بقسم مما نريده سيعطينا ذلك دافعاً إضافياً للمزيد من المحاولات الإيجابية..‏

لا نخاطب السواقي العطشى لأن الرسالة قد تضيع في أخاديد المسافات، ولا نضع زوادتنا إلا في ظلّ شجرة كبيرة حتى إذا ما أردنا تناولها ومرّ أحدٌ ما يتسع الظلّ له على لقمة تجمعنا على المحبة والتعاون وفي الحبّ لا نعرف التقشّف أبداً...‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية