تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


معرض الفنان حمود السليمان.. بيئة فراتية غنية ببداوتها

ثقافة
الخميس 4-7-2013
تواصل معرض الفنان حمود السليمان في صالة عامر علي للفنون التشكيلية في اللاذقية حيث يضم المعرض 25 عملا فنيا يختلف كل منها عن الآخر من حيث الفكرة والأسلوب و المواد المستخدمة.

وتعكس اللوحات المعروضة جملة من الحالات الفكرية والإبداعية التي تنطوي على قدر من التجدد والاختلاف ترتقي إلى آفاق فنية مغايرة لما هو سائد في الساحة التشكيلية المحلية للانطلاق نحو ذائقة فنية أوسع وسويات جديدة على مستوى الفرجة و التلقي.‏

وفي هذا الإطار السليمان يقدم في المعرض تجربتين جديدتين تتناول الأولى البيئة الجغرافية والتراثية لمدينته الرقة بباديتها وبداوتها ومكوناتها الاجتماعية والثقافية والجمالية من خلال مساحات بيضاء تجلت فيها شفافية الألوان المائية تكريسا لبساطة الأفكار المطروحة موثقا بذلك للعديد من سمات الموروث الفكري الشعبي في منطقة نهر الفرات والتي تعج ببساطها الأخضر وهو ما استدعى الاعتماد على ألوان مبهجة تكرس تلك الأجواء المشمسة التي تسم بيئة البادية.‏

ويسلط الضوء في التجربة الثانية كما اوضح على المرأة وحاجاتها ومعاناتها ضمن سياق الحياة اليومية في الجزيرة السورية وهي حياة تتصف بالبساطة والتعقيد في آن معا الأمر الذي تطلب استخدام ألوان صريحة و صارخة تبرز هذه المفارقة وتثري مفرداتها وأشكالها البصرية ضمن حالة جديدة من حالات البحث الفني لتكريس هوية شرقية خاصة تكون أشبه ببصمة فنية.‏

وقال الفنان: ألهث في كل عمل وراء ما هو جديد ومبتكر وهو ما يبرر تعدد الألوان والتقنيات والمواد المستخدمة في لوحتي كما يسوغ كثرة المفردات والخطوط والزخارف والكتل اللونية بما يساعدني على الوصول الى غايتي في كل لوحة اشتغل عليها والتي تغنى بطبيعة الحال بإحساس خاص بها فلكل مرحلة عمرية مشاعرها وانفعالاتها وضغوطها النفسية وهو ما ينعكس جليا في العمل الفني.‏

وتابع السليمان: ربما أخوض كثيرا على مستوى الفكرة فيما يمكن تسميته عالم المائيات ذلك لأن ذاكرتي محملة بكل ما يتصل بالبيئة الفراتية الأقرب إلى روحي وهي بيئة خصبة تتنوع مفرداتها وحكاياتها وقصص الناس التي تعيش فيها كما أنها بيئة متجددة لا تتوقف عن العطاء و لذلك فإنها تنثر الكثير من الحب والبهجة في ربوعها تماما كما تظهر في لوحاتي المختلفة كعالم شفاف يحرض دوما على مزيد من البحث و التأمل.‏

ويسعى الفنان إلى الابتعاد عن اللون الأبيض واللجوء إلى الألوان الأخرى مستفيدا من مختلف مشتقاتها ودرجاتها لإغناء المساحة البيضاء أمامه موضحا أنه غالبا ما يعمد إلى المزج بين أقل درجات اللون شفافية وأكثرها وضوحا وقساوة ليؤشر بقوة إلى الفكرة التي يريد قولها حيث يساعد هذا التناقض اللوني على شرح مقولة الفنان وإبرازها بصورة صريحة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية