تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


حين يكونون أدوات

آراء
الخميس 4-7-2013
  هنادة الحصري

ما نشهده على الساحة السياسية داخل الكثير من الأنظمة العربية والعالمية من فساد وطغيان منطق الأنا على العمق الانساني الكلي اذ يبدو التأثير السلبي على الشخصية الانسانية للأشخاص الذين ينتهجون السياسة، فنرى هناك اشكالية في العلاقة بين الأخلاق والسياسة على أرض الواقع ..

و اذا عدنا الى تعريف السياسة نرى أن معظم السياسيين يعرفها بأنها (فن الممكن) و هم بذلك لا يقصدون اختيار البديل العلمي الممكن من بين بدائل عديدة في اتخاذ القرار بل ما يمكنهم الحصول عليه من منفعة شخصية وامتيازات باستغلال مواقعهم في السلطة متجاوزين بذلك مصلحة الفرد ربما عن وعي وبالفطرة يطبقون تعاليم مكيافيللي الواردة في كتابه «الأمير» حول التحلل من الضوابط الأخلاقية وإباحة كل الطرق والوسائل لتحقيق المصالح والغايات السياسية فكيف يتفق ذلك والأخلاق هي جزء لا يتجزأ من الرؤية الذاتية للانسان وهي التي تحدد له صورة العالم الاجتماعية والسياسية .‏‏

و لطالما أن السياسة في مجالاتها من أهم مجالات النشاط الانساني فإنها لا يمكن أن تنفصل عن الأخلاق ..‏‏

تعرف الأخلاق بأنها مجموعة القيم والمثل والفضائل والتقاليد والأعراف السائدة في المجتمع والتي تشكل اشكال الوعي الاجتماعي وتعكس أنواع السلوك البشري اجتماعيا، اما تعبيرها فيتجلى في السلوك البشري ضمن نطاق الأسرة و الجماعة و المجتمع .‏‏

و لكن هناك معايير أخلاقية تتصل بعالم السياسة تشكل فيما يقال له بالأخلاق السياسية وهي التي تحدد معايير السلوك البشري وسمة العمل السياسي فالسياسة واقعية وذات أهداف معينة وهي بشكل عام تستند الى القوة وتستخدم شتى الضوابط القسرية لتنفيذ ما هو مطلوب بل وتلجأ الى العقوبات .‏‏

الاّن ما هو واقع السياسة والسياسيين وعلاقتهما بالأخلاق على ضوء الواقع العربي بعد أن تخلى العرب عن عروبتهم و انسانيتهم بمخالفة كل القوانين و الأعراف الدولية والانسانية ؟ .‏‏

هل نرى السياسي يسعى لتحقيق مصالح مجتمعه، أم أنه ينتزع السلطة ويحتفظ بها من أجل مصالح ذاتية أو غربية مفروضة عليه من الخارج متناسيا حقوق الفرد التي أقرتها المواثيق الدولية و منتهجا العنف وسيلة لتحقيق غاياته ..‏‏

هل يتقيد بالدستور والقوانين ويحقق الانسجام بين الأخلاق والسياسة كمفهوم قيمي!..‏‏

ألا يصبح مبدأ الغاية تبرر الوسيلة هو المنهج المعتمد فيتم امتهان الكرامة الانسانية متناسيا مفهوم العروبة ووحدة المصير المشترك والتوق للوحدة .‏‏

يقول max weber : « ان الأخلاق المثالية تؤدي الى نتائج سيئة ان لم تكن مدمرة، كما أن قراراً سيئاً من وجهة النظر الأخلاقية قد يعطي نتائج جيدة « .‏‏

أما الجميل في الأمر فهو ان مكيافيللي ينصح بأهمية التظاهر بامتلاك قيم أخلاقية بالمعنى التقليدي لأنه يعتقد جازما ، أنه اّجلا أو عاجلا سيضطر هذا السياسي و للضرورة ، على التخلي عن وعوده و العمل ضد الانسانية أي ضد كل القيم الأخلاقية .‏‏

و هذا يقودنا الى أن السياسة و الأخلاق قد لا تجتمعان عند الكثيرين من قادة الغرب اليوم وبعض الاعراب الذين هم على رصيف السياسة بل ربما لا يعرفون ابجديتها فالسياسي يجب اولا واخيرا ان يحقق مصلحة وطنه وشعبه وامته لا ان يكون تابعاً او منفذا او أداة ترمى في احسن الاحوال بعد عدة hhousri@gmail.com ">استعمالات..‏‏

hhousri@gmail.com ‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية