تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


القداسات المعلمة؟!

آراء
الخميس 4-7-2013
 حسين عبد الكريم

القداسات الجديدة تتصدّر قائمة الوجدان والوطن.. وليس بمقدور الأحياء سوى الخجل أمام الشهداء، لأنّ البقاء كتابة الراحلين وتأليفات دمهم.. لا جرأة تعلو فوق جرأة النزيف الأخير النضير، الذي يؤلف المصير ويكتب المسير،

ويقود حياة عصرية إلى حيث الكرامة، ينبغي أن تصير، وإلى حيث الوطن الحنون يودّ أن يسير.. وأكثر من كل البصائر والبصير.. الشهادات التي نلاقي ونقرر في معانيها وأمانيها القليل أو الكثير، هي كلنا وبقاؤنا المستطيل.. المستدير.. والنظرة الأقوى من خيانات الضرير وأشجع من الكون الغريب المثير، إذ يقتل أحلام اليابس والمطير.. ويستبدل بالجميل الحقير، وبالكبير الصغير..‏

لا يوجد عند اللغات واللهجات أجل من فصحى الشهيد، الذي يقدم مجداً للباقين بمحكية دمه وغيابه الأرجل والأبهى من جميع الحضور والكلام والسطور.. شهادة حسن انتماء وبقاء يقولها الشهداء بحق أيامنا وحنينا وآتينا.. الدماء هذه تحيينا وهي تنزف.. وتعيد تأليفنا عند كل مقترحات الوجود والنحوس والسعود والوهاد والنجود.. مجنونة كلمات الدماء وعاقلة جداً حين الحاجة للرزانة والرصانة والبهاء.. وسخاء مفردات الأبطال لابدّ من وقتها ودوامها الصباحي والنهاري والليلي.. كلمات بكامل الصمت والنطق على مدار السخاء والفداء والنداء والرجاء..‏

كانوا يقولون (ختيرت) اللغة في هذا الشرق الذبيح وتقهقر فعل مضارعات أيام الناس ومطالع الإحساس والأنفاس.. وتاه إصغاء وضاع مجنون ورجال ونساء وحالمون وبشر بلا أحلام إلى أن جاء سيّد التجديد الدم المقاتل والمتفائل والمتسائل والمقاوم.. نقطة دم جديرة بالعيش المشترك والكرامة الرافضة لبرامج تطوير الخيانات والمهانات والرهانات.. هذه النقطة أعلى تعبيراً وتطويراً من كلّ الفصاحات والمحكيات والواحات والحقول والساحات واللحظات والأسابيع والساعات.. الراحلون بكل كرامة وفخر واعتزاز ينشؤون زمناً لغوياً لم يكن قبلهم.. وينبتون عند أطراف الأزمنة العادية كالغيم والورد والجبال والسهول والتلال والظلال والغلال...‏

أقفال المعاني والمفاتيح بين يدي وطن كريم حميم يجيد التعبير عن حلم الأحلام بالبطولات وليس بالأقلام.. محفوظات الشعر والنثر وجداول ضرب الأنهار والأشجار والأعداد والإشارات جميعها ملاحق وتتمات لسيد الحفظ والتأليف والنشر صاحب السبق والبلاغات والإرشادات العالية والعاتية دم الفقراء الأعزاء بأنفتهم ووطنهم وعميق الانتماء والسخاء في الفداء وفي النماء...‏

كل الدروس الخصوصية ليست شيئاً مذكوراً أقام درس بطل، متفوق برياضيات الدفاع عن كل الأحلام التي يعرفها والتي لا يعرفها، وعن كل الأمنيات التي التقى بها، والتي لم يتيسر له اللقاء بها..‏

الأحلام لغة عالمية.. والدماء دروس خصوصية وطنية وأممية وكونية.. وتزداد عالمية بقدر ماهي وطنية ومقاومة..‏

دماء الشرفاء شرفات ضوء لم تعهده العيون قبل الآن.. والقداسات الطالعة في هذه الأيام العصيبة والقاتلة استثنائية بين القداسات.. بل هي أكبر من الجملة والمفردات والأوصاف والمقاسات.. وهي البدايات والبدايات والمطافات والانتصارات والازدهارات...‏

الجميلون جداً يرتجون نزاهة أفكارهم.. والجميلات الجميلات يبحثن عن عطر نظافة أكبر من (الماركات) والصياغات..‏

أما البطولات التي يبتكرها هذا العبقري صارت عطر القداسات ونزاهة الغايات، وصارت الغايات والرايات والغابات.. وجميع الدم يحطب في هذه الغابات..‏

جمعينا مفردات في فصول غيابهم.. وأشجارنا واجتهادات مزروعاتنا لا تتجاوز أقل أوراقهم وأصغر أغصانهم..‏

البشر يشبهون أشجار الأبطال، المزروعين في جبال الأحلام وعند حافات الهمم والقمم ووسط الأمنيات وغرب الرغبات وشرقها وشمالها وجنوبها..‏

النزيف قد يكون خوفاً.. وعند الوطن الجميل النزيف الذي نراه شجاعة وقناعة وجهات تتحدى العواصف التي تخون وتخطئ أفعال التحرك والسكون.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية