تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون؟

آراء
الخميس 4-7-2013
 نضال نعيسة

 رغم قساوة الظروف الاستثنائية المريرة التي تعيشها سورية، وفي ظل هذه المناخات الناجمة عن الحرب البربرية العدوانية التي تشن عليها، من 130 دولة من «الأصدقاء» (أصدقاء أمريكا وإسرائيل)،

لم تنس الدولة السورية واجبها الوطني والأخلاقي تجاه أبنائها، ومسؤولياتها الوطنية نحوهم. وفي قصة ذات دلالة بالغة ومغزى عميق، تعبـّر عن مدى التزام الدولة الوطنية بواجبها في تقديم العلم والمعرفة للطلاب السوريين حتى في مناطق الإرهاب، والبؤر اللاهبة التي يعيث فيها ثوار أوباما وأردوغان ونعاج الخليج فساداً وفسقاً وإجراماً، ترسل وزارة التربية السورية طائرة هيلوكبتر، وعلى متنها طاقم خاص من موظفي وزارة التربية السورية، لإتمام امتحانات شهادات التعليم الأساسي (المرحلة الإعدادية)، وذلك لمن فاتهم، من الطلاب، حضور  واستكمال هذه الامتحانات بسبب الحرب الظالمة، إلى منطقة نبل بشمال سوريا، ولعدم قدرة بعض الطلاب على الالتحاق بمراكزهم الامتحانية.‏‏

 ‏‏

 وقالت الأنباء، أن طائرةٌ مروحيةٌ، أصيبت صباح الأحد 30/06/2013، إثر استهدافها بصاروخٍ حراري عند هبوطها في مدينة نبل.  وأن الطائرة المروحية كانت تقل عدداً من موظفي مديرية التربية بمدينة حلب إضافةً لطاقم الطائرة, حيث استشهدوا بالكامل . وقدّر عدد الشهداء جراء هذا الاستهداف بعشرة أشخاص وهناك أنباء عن تواجد “معاون مدير التربية” بينهم. كما تحدّث مصدر عسكري، أن مصدر الصاروخ الحراري هو قرية «ماير» المحاذية لنبل والتي يتجمع بها عدد من مسلحي “الجيش الصهيوني العميل الحر”. وفي الوقت الذي تخاطر، وتجازف فيه الدولة الوطنية السورية بكوادرها، ومدرسيها، وموظفيها وخيرة أبنائها البررة لتقديم الخدمات التعليمية المجانية، ويخاطر هؤلاء الأبطال البررة بحياتهم للإيفاء بالتزاماتهم الأخلاقية وواجبهم المهني والوطيفي، يقابلهم الجهلة والحثالات البشرية، والأدوات الرخيصة المأجورة،  وأحط ما أنتج البشر من سقط المتاع بإجرام نادر وغير مسبوق، يستهدف تربويين، ويعطـّل العملية التربوية، ويقوم بالإضرار بـ، وإيذاء أبناء وأطفال سورية الأبرياء، وحرمانهم من حقهم الطبيعي البسيط في الحصول على المعرفة والتعلم لبناء مستقبلهم، وتأمين استقرارهم الحياتي.‏‏

 استهدف «الثوّار» (إرهابيو ومرتزقة الناتو الأشرار)، كل ما ينضح بـه وتدب في أوصاله الحياة، وكل ما يأتي على السوريين بالمنفعة والخير والفائدة، وضربوا ودمروا، لذلك، كل ما استطاعوا إليه سبيلاً من البنية التحتية العائدة ملكيتها للشعب السوري بكافة مكوناته وأطيافه. وللعلم فهم لا يقومون بذلك عبثاً ومصادفة، بل ينفذون، عن سابق تصور وتخطيط، خطة شيطانية مبرمجة وفق  بنك معلومات مسرب لهم من الموساد لهذه الغاية تحديداً. فعلى صعيد العلم والتعليم، مثلاً، دمـّروا المدارس،  ودور العلم والجامعات ومراكز الأبحاث، والمعاهد التقنية العالية، وأحرقوا الكتب والمكتبات، واحتلوا، واتخذوا من المدارس أوكاراً لإجرامهم البغيض، وعطـّلوا العملية التعليمية والتربوية، ومنعوا طلاب وطالبات المدارس والجامعات من التوجه لمدارسهم وجامعاتهم، وكأنّ بينهم وبين العلم عداوات وثارات. واستهدفوا، اغتيالاً، الأساتذة، وحملة الدكتوراه من الاختصاصات النادرة والمميزة في العلوم التطبيقية والمعلوماتية والفيزياء ممن صرفت عليهم الدولة السورية عشرات الملايين من الدولارات، وأوفدتهم للخارج للحصول على أعلى التخصصات البحثية العالية. ذبحوا مدرّسين ومدرّسات، واغتصبوهن في مناطق نائية، حيث كان هؤلاء الشهداء قد ذهبوا تطوعاً لها لتقديم العلم والمعرفة لأبناء وبنات سورية، لكن خلت تلك المناطق النائية، اليوم، من أولئك المدرسين بسبب إجرام «ثوار» الناتو وإسرائيل.‏‏

 جهل وغباء ومحدودية «ثوار» أوباما فاق التصور والخيال، فكل قرين بالمقارن يقتدي، كما تقول الأمثال. وتبدو، اليوم، الحرب الكونية في سوريا، لكثيرين، وبأحد وجوهها، حرباً بين النور والظلام، بين المعرفة والجهل، بين العلم والأمية، بين الحكمة والطيش، بين التقدم والتخلف، بين المدنية والبداوة، وبين الحضارة والبدائية، بين البشر الأسوياء وحثالات البشر الأغبياء، بين الشرفاء الوطنيين البررة الأوفياء والرجال الميامين الأبطال، وبين السفالات والأذناب والأدوات، والجواسيس الأتباع والخونة والعملاء وأشباه الرجال والرعاديد الجبناء.‏‏

رحم الله شهداء سورية الأبرار ضحايا الحرب الكونية الشرسة العمياء.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية