تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


نافذة .. الإخوان .. رواية مملة في فصلها الأخير ..!

آراء
الخميس 4-7-2013
 سليم عبود

سواء غادر الرئيس مرسي عرش مصر ، أم لم يغادره ،

فقد سقط سياسياً ، وسقطت معه مهابة حركة الإخوان المسلمين ، ليس على الساحة المصرية وحسب ،وإنما في كل مكان من العالمين العربي والإسلامي ،فكراً، وممارسة ، وسلوكاً، ونظاماً ، وفي زمن قصير من وصولهم إلى السلطة قدموا النموذج السيئ لسرقة السلطة ، والأوطان .‏

إن مايجري اليوم في مصر، وفي تونس ، وليبيا، و في شوارع وساحات تركيا أكثر من اهتزاز زلزالي ، فهو يعرّي الإخوان المسلمين ، ويفضح أمرهم ، ويكشف مضمونهم ، التكفيري، الإقصائي للآخر ، ومدى علاقتهم بإسرائيل والغرب وأمريكا ، و يظهر هشاشة أفكارهم ، ومشروعهم ، ومدى النفاق الذي مارسوه على مدى عقود من خلال شعارهم :‏

« الإسلام هو الحل «‏

لقد كشفت ممارستهم في السلطة ، من استانبول إلى القاهرة ، أن هذا الشعارلم يكن أكثر من يافطة يعبرون به إلى السلطة بأفكار فاسدة ، ومريضة ، تبين أنها تفوح بطائفية بغيضة ، وبكره للآخرين في الوطن ، وبدعوات للتكفير ،وبدم يراق من أجل السلطة فهم لا يقبلون الآخر شريكاً في الوطن، ولافي الدين أيضاً .‏

الكل غرباء، الكل كفرة .. الكل مباحة أرواحهم ، وأعراضهم ، ودماؤهم ..‏

وقد عبر شيوخ الأخوان ،وعلى رأسهم القرضاوي بخطبهم عن مضمون هذا المنهج الماسوني في العلاقة بالوطن والمواطن .. فقد بدا الدين عبر تجربة الإخوان المسلمين ، ومعهم الوهابيون ، ليس أكثر حاوية تلقى فيها أجساد ،وأرواح ، وأعراض ، ومشاعر الناس خارج المحتوى الإنساني الموضوعي للدين .‏

السؤال الأكثر تداولاً اليوم على الساحة السياسية العربية :‏

كيف عبر الإخوان المسلمون إلى السلطة في مصر، وفي بلدان أخرى ؟‏

الحكاية بدأت في استانبول ..‏

لقد نجحت الولايات المتحدة من تمكين « رجب طيب أردوغان « ألإخواني في الأصل من الوصول إلى السلطة في تركيا .. ومن يعرف حقيقة هذا الرجل ، لا يستغرب وصوله إلى عرش العثمانية .. إذ يقول أستاذه « نجم الدين أربكان «:‏

«رجب ، على علاقة قديمة ووطيدة بالمخابرات الأمريكية ، و بالسفارة الأمريكية في استانبول» ..‏

عندما يقول نجم الدين أربكان الأب الروحي للتيار الإسلامي في تركيا ذلك عن أردوغان العاق لنجم الدين ، يتوقف النقاش.. إن نجاح رجب طيب أردوغان في تحجيم وتقليص نفوذ العسكر ، حماة الجمهورية الأتتوركية لم يكن ممكناً لولا الدعم الأمريكي الذي قدم له من أجل أهداف رسمت « لأردوغان» أمريكياً ، وإسرائيلياً ، على مستوى تركيا ، و العالمين الإسلامي ، والعربي ، وبخاصة في الدول المحيطة بإسرائيل ، وذلك بتأجيج الصراعات الطائفية ، وبخاصة الصراع السني الشيعي ، والظهور بمظهر البطل الذي يريد إنقاذ الإسلام السني ، من الإسلام الشيعي كما فعل جده السلطان سليم قبل خمسة قرون إذ لعب الدور نفسه ، بادعائه وجود الخطر الصفوي، وكانت النتيجة ، احتلال العالم العربي لمدة أربعة قرون ، باتت الأمة العربية خلالها في أسوأ أوضاعها.‏

على عكس مايظهر..‏

نجح رجب طيب أردوغان في خلق أقوى الروابط والعلاقات السياسية ، والعسكرية ، والاقتصادية مع كل من إسرائيل وأمريكا على مدى تاريخ تركيا على الرغم من تظاهره بالوقوف إلى جانب الفلسطينيين .‏

كان لدى الأمريكيين والإسرائيليين اقتناع بأن المد الإسلامي ألإخواني يمتلك الشوارع العربية والإسلامية ،وهو في تصاعد ، و وأن استثمار هذا المد اليوم كما استثمر من قبل في مواجهة المد القومي والشيوعي والوطني ، سيضع المنطقة في قبضتهم أكثر ، وينقل الصراع من صراع عربي إسرائيلي ، إلى صراع سني شيعي ،ويسهل عملية تمرير إسرائيل إلى جسد المنطقة ، بالقضاء على نسيجها العروبي ، لأن العروبة في جوهرها تشكل الجدار القوي ثقافياً، وفكرياً، ونضالياً في وجه المشروع الصهيوني الأمريكي .. ويلتقي الإخوان في الأساس مع الغرب وإسرائيل في معادة العروبة ، فالعروبة في اعتقاد الإخوان كفر ، على الرغم من العروبة تشكل الإطار الحاضن للإسلام ثقافياً، وحضارياً، وإنسانياً.‏

في الوقت الذي كان فيه « أردوغان» يتظاهر بمد أفضل ، وأقوى الجسور مع سورية، و العرب، كان يخطط ، وينسق ، مع قطر ، والسعودية ، و جماعات الإخوان المسلمين للبدء بما سمي فيما بعد أمريكياً « بالربيع العربي « والذي أطلق عليه محمد حسنين هيكل «الربيع الأمريكي الإسرائيلي «‏

جاء اللقاء بين جماعات الإخوان السورية والمصرية والأمريكيين برعاية تركية في اسطنبول بعد عدوان إسرائيل على المقاومة اللبنانية ، تبعه لقاءات أخرى حضرها إسرائيليون كما ذكرت الصحف التركية ، والأمريكية ، وتم الاتفاق على ثلاثة أمور كانت سورية رفضتها قبل الأزمة ، وبعد اشتعال الأزمة وهي :‏

إقامة سلام مع إسرائيل ،‏

قطع العلاقات مع المقاومة ، وإيران ،‏

قيام علاقات مميزة مع أمريكا ،‏

وهذا مايفسر اليوم الدعم الأمريكي للإخوان المسلمين في مصر، وفي سورية للوصول إلى السلطة ، و يفسر قيام مرسي بتعزيز علاقاته مع إسرائيل وأمريكا ، وقطع علاقة مصر مع سورية .. التي كانت تمثل مع مصر تاريخياً جناحي الأمة العربية ، وقلبها النابض .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية