تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


وانتصرت شرعية الشعب المصري

حدث وتعليق
الخميس 4-7-2013
ناصر منذر

كما كان متوقعاً فقد أطاحت شرعية الشعب المصري بحكم مرسي وجماعته، وهذه النهاية هي نتيجة طبيعية لسياسة الإقصاء والإلغاء التي مارسها مرسي بحق شعبه على مدار عام كامل,

فصور نفسه على أنه الفرعون الجديد, يأمر فيطاع, وتناسى أن الشعب المصري لم يعهد يوماً الذل والخنوع لأحد, وأنه لا يمكن أن يساوم على حريته وكرامته, أو أن يسكت عن مهانة و ظلم.‏‏

مرسي وجماعته أوهموا المصريين منذ استيلائهم على الثورة قبل عام بالعمل على إقامة حياة ديمقراطية تعددية, يساهم الجميع من خلالها في بناء الدولة القوية المعاصرة على أسس وطنية راسخة, لكن سرعان ما انقلبوا على وعودهم, وكشفوا عن وجههم الحقيقي, فاستولوا على كل مفاصل الدولة, واتخذوا من الشعب عدواً لهم, وأمعنوا بتمزيق المجتمع المصري, وساهموا بتفاقم أزمته الاقتصادية, وأدخلوا البلد في دوامة من العنف والفوضى, لاعتقادهم بأنهم وحدهم فقط من يمتلك الرؤية الصحيحة في إدارة شؤون البلاد, رغم أنه لا يوجد لديهم في الأصل أي رؤية أومشروع سوى اختطاف مصر من شعبها, والانقضاض على الحكم وتجييره وفقاً لمصالحهم الضيقة، ولكن إرادة الشعب كانت أقوى منهم.‏‏

لقد ظن مرسي أن ولاءه الأعمى للبيت الأبيض والعمل على تنفيذ أجنداته المرسومة للمنطقة سيبعد عنه شبح السقوط, وتجاهل أن أميركا سرعان ما تتخلى عن أجرائها وتلفظهم عندما تنتهي صلاحيتهم, واعتقد أيضا أن وصفه لرئيس الكيان الصهيوني بالصديق الحميم, والسهر على حماية أمن سفارته في القاهرة, في الوقت الذي تفاخر فيه بقطع العلاقات مع قلب العروبة النابض دمشق سيحمي كرسيه المتهالك من غضب شعبه الرافض لسياساته الهوجاء, فالشعب المصري لا يمكن أن يقبل بتحييد بلده عن مكانه الطبيعي أو أن يكون مجرد مطية لأعداء الأمة.‏‏

مرسي وبحكم عقليته التسلطية ونزعته العدوانية تجاهل حقيقة أن الالتزام بتحقيق المصلحة العليا للشعب, والحفاظ على مكانة مصر التاريخية والحضارية هو الكفيل بتعزيز ثقة الشعب به, وبدل أن يستجيب لمطالب شعبه المحقة قرر مواجهة هذا الشعب حتى لو كان الثمن هو الدماء والخراب والفوضى، ولذلك استحق هو وجماعته القصاص العادل ليستعيد الشعب المصري مع هذا القصاص بلده وحريته وكرامته.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية