تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


استطلاعات الرأي تعرّي الفجوة بين الحكومات الغربية وشعوبها بشأن سورية

عواصم
سانا- الثورة
صفحة أولى
الخميس 4-7-2013
فقط كي تثبت لأميركا أنها تسير تحت مظلتها ، ولا تغرد خارج سربها، وكي تؤكد أيضاً أنها الطالب «النجيب» الذي يحفظ دروسه عن ظهر قلب، ولا يترك أياً من واجباته إلا ويقوم بها قبل الاستيقاظ في اليوم التالي لملاقاة مدرّسه..

هذا حال فرنسا وبريطانيا اليوم اللتين تتراقصان على الحبال الأميركية المصحوبة بأنغام طبول الحرب في العالم، وتؤديان فروض الطاعة لسيدتهما كي لاتغضب منهما.‏

والسيدة الأميركية غدت أوامرها كثيرة علي عبيدها، ولكن لاحيلة لأولئك إلا بالتنفيذ، حتى لو اختلط ماء الوجه بتراب الإهانة، و لو كانت نتيجة هذه الطلبات والأوامر إبادة شعوب بكاملها بسبب الفتن التي ترمي بها تلك السيدة.. واحدة منها فقط في سورية والباقي موزع على أطراف العالمين العربي والإسلامي.‏

وتسليح» المعارضة « في سورية أمر مهم تريد أميركا الحفاظ عليه بهدف خلق جو من التوازن بين أولئك الإرهابيين والحكومة، لتغيير بعض الوقائع علي الأرض ، لكن بالطبع دون جدوى، وهذا الأمر أيضاً وإن لاقى قبولاً في الأوساط الفرنسية والبريطانية الحاكمة، إلا أنه يثر غضب واشمئزاز من هم ليسوا في المعترك المناصبي، لكونهم يرون القصة من زاوية مختلفة بعيدة عن المصلحة الشخصية ولكونهم منخرطين في صفوف الجماهير ويعرفون ما يضرها وما ينفعها، ويرون أن حكوماتهم ترتكب خطأً فادحاً بتسليح «المعارضة السورية»، إذ أنهم يعرفون أن طباّخ السم آكله عاجلاً أم آجلاً، ودجاجة حفرت، أول الغبار على رأسها سيكون.‏

زعيم حزب اليسار الفرنسي جان لوك ميلانشون أكد أن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والحكومة الفرنسية يرتكبان خطأ فادحاً ضد السلام و يعرضان فرنسا لمخاطر جديدة من خلال ضغطهما مع بريطانيا على الاتحاد الأوروبي لرفع الحظر عن توريد السلاح إلى المعارضة في سورية، معتبراً في بيان له عقب لقائه نائبة الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني ماري ناصيف الدبس أمس أن مثل هذا الموقف يضع أوروبا في الموقع المساند للولايات المتحدة ويمنعها من لعب دور ضاغط باتجاه إيجاد حل للأزمة في سورية موضحاً أن هذه المغالاة في المواقف تدفع بالشرق الأوسط الي الطريق المسدود.‏

في السياق ذاته ووسط تهافت بعض العواصم الغربية بما فيها واشنطن ولندن وباريس لتسليح ما يسمى المعارضة السورية رصدت عدة استطلاعات للرأي حالة من الرفض لدى شعوب هذه الدول فيما يتعلق بتسليح الإرهابيين في سورية.‏

الاستطلاعات أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك ان الشعوب في الدول الغربية ترفض لهاث حكوماتها من أجل إمداد طغمة من المسلحين بالسلاح والذخيرة لتقوم بقتل الأبرياء وأكل الاحشاء وغير راضية عن سياسة حكوماتها في هذا الاتجاه وأن هناك حالة من الرفض بسبب وعي هذه الشعوب للأزمة التي يريد حكامها زجها بها وخوفاً من انقلاب السحر على الساحر وعودة هذا السلاح إليهم لقتلهم.‏

فقد كشف استطلاع للرأي أجرته مؤسسة كومريس للقناة التلفزيونية البريطانية اي تي في الشهر الماضي أن الغالبية العظمى من البريطانيين لا تدعم تحركات حكومة بلادها لتسليح المعارضة السورية، حيث عارض 53 بالمئة من البريطانيين حكومة بلادهم اذا ما قررت تسليح المعارضة السورية في حين أعلن 17 بالمئة فقط منهم أنهم سيدعمون هذا التحرك فيما يعتقد 56 بالمئة من البريطانيين أن حكومة بلادهم يجب ألا تسلح المعارضة في سورية بسبب خطر وقوع الاسلحة في أيدي الارهابيين فيما عارض 15 بالمئة هذا الرأي ووجد الاستطلاع أن 56 بالمئة من البريطانيين أيضا يعتقدون أن تسليح المعارضة في سورية سيجعل بلادهم أكثر عرضة للهجمات الإرهابية وأن 13 بالمئة منهم خالفوا هذا الرأي كما عارض 48 بالمئة من البريطانيين تدخل بلادهم في الأزمة في سورية، على حين كشف استطلاع آخر أن أقل من ربع البريطانيين يؤيدون توريد السلاح إلى المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية، فيما أكد ان 58 بالمئة من البريطانيين تأييدهم ارسال مساعدات إنسانية إلى سورية.‏

الاستطلاع أشار إلى أن ما يقارب من ثلاثة أرباع البريطانيين أي نحو 72 بالمئة يعتقدون أن بريطانيا لم تعد تملك الامكانيات الكافية لتزج بنفسها في أي تدخل أو دعم عسكري خارج حدودها بعد مشاركتها في الحرب الامريكية على العراق وأفغانستان في حين يري أكثر من 69 بالمئة من البريطانيين أنه ينبغي أن تكون المهمة الاساسية لموءسسة الجيش البريطاني هي حماية أراضي البلاد وتقديم المساعدات الإنسانية في أوقات الأزمات.‏

محللون رأوا أن الرأي العام البريطاني يريد الابتعاد عن الأزمة في سورية في الوقت الذي يواجه فيه رئيس الوزراء ديفيد كاميرون معركة في الداخل لإقناع الرأي العام البريطاني بدعم خطة إرسال الاسلحة إلى المعارضين.‏

بدوره تساءل وزير خارجية الظل في حكومة حزب العمال المعارض دوغلاس الكسندر عن مدى تأكد الحكومة البريطانية من عدم وقوع الأسلحة بأيدي جماعات متطرفة قائلا كيف يمكن للحكومة أن تتأكد من منع الاسلحة الموردة من الوقوع في الأيدي الخطأ وكيف سيؤدي تزويد المعارضة بالأسلحة الي تحقيق سلام دائم في سورية.‏

عمدة لندن بوريس جونسون حذر من ناحيته ديفيد كاميرون من تسليح من وصفهم بمقاتلي المعارضة وقال إن بريطانيا يجب ألا تستخدم سورية كساحة لاستعراض العضلات محذراً من أن السلاح الذي قد تقدمه بريطانيا للمعارضة السورية قد ينتهي في أيدي عناصر القاعدة.‏

وفي سياق استطلاعات الرأي أيضاً كشف استطلاع أجراه مركز غالوب في الفترة من 28 و 29 أيار في الولايات المتحدة عن معارضة معظم الأمريكيين للتدخل العسكري لبلادهم في سورية، مبيناً أن 68 بالمئة من الامريكيين المستطلعة آراؤهم أعربوا عن معارضتهم لقيام الولايات المتحدة بتدخل عسكري في سورية.‏

وعلق مركز غالوب على هذه النتائج بإشارته إلى أن الأمريكيين يفضلون بشكل واضح كما يبدو إبقاء الجيش الأميركي بعيداً عن الازمة في سورية بمعارضتهم مثل هذا التدخل لبلادهم رغم أنهم توقعوا أن الجهود الدبلوماسية ستفشل في حل الأزمة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية