تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


كواليس المبدعين

ثقافة
الجمعة 24 -6-2011
هاني الخير

صلاح زعبلاوي.. ومعجم أخطاء الكتاب

ولد الكاتب اللغوي الضليع صلاح الدين زعبلاوي، الذي عمل بدائرة التصحيح في جريدة الثورة لسنوات، بمدينة دمشق حي الصالحية عام 1912.‏

بدأ حياته في حمص كمعلم، ثم عاد إلى دمشق وانتسب إلى كلية الطب، وبعد أن أمضى سنة دراسية في رحابها، توفي والده فحال هذا الرحيل المباغت بينه وبين إتمام دراسته في الكلية التي يهواها، فغير مسيرة حياته العلمية بصورة تسترعي الانتباه، إذ انتسب لمدرسة الحقوق في دمشق، وتخرج فيها بمرتبة الشرف الأولى عام 1939، إلا أنه لم يزاول مهنة المحاماة التي لم ترق له، وكذلك امتنع عن الدخول في سلك القضاء السوري، وكانت الفرصة متاحة أمامه بيسر، بل جذبته وزارة المعارف، كما كانت تسمى، يومذاك، إلى صفوفها، حيث درس مادتي التاريخ والجغرافيا في العديد من ثانويات دمشق، كما وتولى إدارة بعض الثانويات نذكر منها: جودة الهامشي وأمية وغيرهما.‏

وفي عام 1963عيّن مديراً للتربية بدمشق، وبعدها مديراً عاماً لمؤسسة الكتب المدرسية، كان عاشقاً للغة العربية محباً لها، وقد ترك فيها عدة مؤلفات قيمة نذكر منها:(أخطاؤنا في الصحف والدواوين) الذي بدأ بتأليفه وهو في الرابعة والعشرين من عمره، ونشره ولم يتم السابعة والعشرين، وكان ذلك في عام 1939، وقد نال هذا الكتاب إعجاب واستحسان مشاهير اللغويين والأدباء أمثال: محمد الخضر، حسين شيخ الأزهر، ونائب رئيس مجمع اللغة العربية آنذاك، وأحمد حسن الزيات صاحب مجلة الرسالة، والمؤرخ أحمد أمين، والدكتور مازن المبارك رئيس قسم اللغة العربية الأسبق بجامعة دمشق، إذ قال: إن كتاب الأستاذ زعبلاوي يمتاز من كتب المحدثين بجودة أسلوبه، وحسن جمعه، وتحقيق مؤلفه وتحريه الصواب، وعنايته بلغة الدواوين.‏

وكانت جريدة «الثورة» قد نشرت للكاتب زعبلاوي زاوية يومية تحت عنوان(أخطاء شائعة) ثم جمع الكثير من هذه الكلمات في كتاب(لغة العرب) الذي صدر عام 1983 عن مؤسسة الوحدة، ويقع في 128 صفحة من القطع المتوسط، أما أشهر مؤلفاته على الإطلاق، فهو كتابه الذي أطلق عليه اسم (معجم أخطاء الكتاب)، وقد صدر هذا السفر النفيس بعد رحيله، الذي ضمنه كتابه القديم(أخطاؤنا في الصحف والدواوين) فضلاً عن الزوايا المنشورة في جريدة«الثورة».‏

وتجدر الإشارة هنا إلى أن الأستاذين الفاضلين محمد مكي الحسني ومروان البواب، قاما بتدقيق هذا الكتاب وإخراجه وصنع فهارسه، حيث استهلك 800 صفحة من القطع الكبير.‏

توفي اللغوي القدير زعبلاوي بتاريخ 13/10/2001 بعد أن أمضى أكثر من نصف قرن من حياته مدافعاً عن اللغة العربية، لكيلا تتسرب إليها الكلمات العامية بحكم تكرارها في لغتنا اليومية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية