في وقت اكد فيه امين عام الحلف الاطلسي ان العمليات العسكرية ضد ليبيا ستتواصل تفادياً لسقوط المزيد من المدنيين حسب تعبيره مقللا من تأثير الانقسامات داخل الحلف وخاصة بعد ان طالبت ايطاليا بوقف الاعمال العسكرية لدواع انسانية فجوبهت برفض الحلف لطلبها.. وكان الكونغرس الاميركي قد اعترض في وقت سابق على استمرار العمليات العسكرية في ليبيا بشكل يخالف القانون الاميركي ، حيث لا يسمح هذا القانون للرئيس بالمشاركة بأعمال قتالية لأكثر من ستين يوما بدون موافقة الكونغرس وقد انتهت هذه المهلة منذ17 حزيران الجاري.
فقد أكد العقيد معمر القذافي ان معركة بلاده مع الغرب ستتواصل رافضا أي تفاهم مع الغرب الذي قتل أطفال وأحفاد ليبيا. واستنكر القذافي في كلمة صوتية أذاعها التلفزيون الليبي الليلة قبل الماضية ما تقوم به الدول الغربية في ليبيا وتساءل مخاطبا هذه الدول: أنتم تبيدون الانسان في وقت تواصلون فيه التشدق بالكلام عن الديمقراطية أو حقوق الانسان أو المساواة أو العدالة. ودعا القذافي أعضاء مجلس الامن الدولي إلى ارسال مفتشين للاطلاع على نتائج القصف الاطلسي وتساءل هل بيت المسؤول الليبي الخويلدي الحميدي هدف عسكري مشروع .. وهل الجامع الواقع بجانب البيت هدف عسكري ايضا.
وتأتي تصريحات القذافي في وقت برزت فيه بوادر انقسامات داخل حلف الاطلسي بعد اقرار وزير الخارجية الايطالي بسقوط المدنيين نتيجة الغارات الاطلسية ودعوته للوقف الفوري للعمليات الحربية في ليبيا الا أن الامين العام لحلف الاطلسي اندرس فوغ راسموسن حاول تدارك بوادر الانقسام مقللا في تصريحات نقلتها رويترز من شأن دعوة ايطاليا لتعليق العمليات العسكرية في ليبيا.
وفي هذا الاطار اعلن راسموسن ان الحلف "سيواصل" عملياته في ليبيا تفاديا لسقوط "مزيد من المدنيين"حسب تعبيره.
وأكد راسموسن في شريط فيديو وضع على موقع الحلف الاطلسي بشركة الانترنت ان "الحلف سيواصل مهمته.
واضاف "في الايام الاخيرة، قيل ان تحركات الاطلسي ادت إلى خسائر في صفوف المدنيين اعرب عن اسفي الشديد لاي خسارة بشرية في هذا النزاع".
هذا وأقر الحلف بقتل مدنيين عن طريق الخطأ في ضربة ليل الاحد الماضي في طرابلس قتل خلالها تسعة اشخاص بينهم خمسة من عائلة واحدة.
وفي 16 حزيران ضرب الحلف ايضا عن طريق الخطأ رتلا من الاليات العائدة للمحتجين في منطقة البريقة. من جهة اخرى، وفي مقابلة نشرت امس في صحيفة لوفيغارو، دعا راسموسن النواب الاميركيين في الكونغرس إلى عدم الوقوف ضد استمرار مشاركة الولايات المتحدة في التدخل العسكري في ليبيا.
وقال "سيكون مضرا بالتاكيد للعملية الليبية. لكني واثق. النواب الاميركيون سيتحملون مسؤوليتهم الكونية بشكل جدي".
وارتفعت اللهجة هذا الاسبوع في الكونغرس حيث عبر نواب بمن فيهم من الديموقراطيون، عن استيائهم لان الرئيس باراك اوباما لم يطلب من الكونغرس رأيه بهذا الشأن.
من جهتها اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية اول امس ان باريس تعارض "اي توقف في عمليات" التحالف في ليبيا كما تطالب ايطاليا، معتبرة ان ذلك يمكن ان يسمح للزعيم الليبي معمر القذافي "بكسب الوقت واعادة تنظيم صفوفه".
وقال الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو ان "التحالف والدول المجتمعة في مجموعة الاتصال في ابوظبي قبل اسبوعين اجمعت على استراتيجية تكثيف الضغوط على القذافي".
في غضون ذلك بدأت بريطانيا الواقعة تحت ضغط ازمة مالية خانقة أجبرتها على التقشف وخفض الإنفاق بحساب التكاليف والخسائر حيث قالت هيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي ان تكلفة العمليات العسكرية البريطانية في ليبيا حتى الان بلغت 250 مليون جنيه استرليني أي مايعادل 405 ملايين دولار. ونقلت الهيئة عن مصادر حكومية بريطانية قولها انه من المتوقع اعلان التفاصيل في بيان وزاري مكتوب.
وكانت الحكومة البريطانية قالت في بادئ الامر ان التكلفة قد تبلغ عشرات الملايين لكن كبير أمناء وزارة الخزانة البريطانية داني الكسندر قال الاسبوع الماضي انها قد تصل إلى مئات الملايين من الجنيهات الاسترلينية.
ويشكو قادة عسكريون بريطانيون بارزون من ضغوط القتال على جبهتين في أفغانستان وضد القوات الليبية بينما يواجهون تخفيضات في الانفاق العسكري لكبح عجز في الميزانية البريطانية.
من جهة أخرى اعتبرت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية في مؤتمر صحفي في جامايكا نقلته رويترز ان المحتجين الليبيين يحققون تقدما على الارض في ليبيا وان القوات الليبية أصبحت في مأزق0
في المقابل اكدالمتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي الليبي اول امس ان مقاتليه سيستمرون في القتال حتى في حال أوقف حلف شمال الاطلسي العمليات العسكرية التي ينفذها ، لكنه اكد ان المجلس الوطني الانتقالي لم يتسلم حتى اليوم اي مبلغ نقدي بين المساعدات التي تقدم له موضحا ان كل المساعدات التي تصله عينية وهي مواد غذائية وأدوية وقليل من الاسلحة.