لا أستطيع حملها...
أبجد هوز الخميس7-11-2019 علاء الدين محمد استيقظت باكراً كعادتها لتهيئ وجبة الإفطار لطفلها.. وترتب له محفظته المدرسية.. متوجسة قلقة تحاول ما أمكن التخفيف من وزنها..
وبعد أن وضبت كل ما يلزم.. دخلت غرفته تتفحصه بعينيها الملأى بالحب.. تمسح شعره بيديها.. تتأمله وهو يفتح عينيه التي ترى الدنيا من خلالها، نادته بصوت مملوء بالحنان هيا انهض كي لا تتأخر عن مدرستك.. نهض مسرعاً إلى حضن أمه.. سورها بذراعيه مردداً كلمات الشاعر سليمان العيسى « أفتح عيني عند الفجر فأرى ماما تمسح شعري أهوى ماما أفدي ماما»..
قفز قلبها من مكانه عندما سمعته يغرد بكلمات تحاكي طفولته فاغرورقت عيناها بالدمع وضمته إلى صدرها مستغرقة بعذوبة تلك الكلمات ورقتها.. همس الطفل في أذنها راجياً ألا يذهب إلى المدرسة.. ارتبكت.. وانكمشت عن الكلام قليلاً ثم قالت له ولماذا؟! رد عليها بصوت محزون: المحفظة ثقيلة يا أمي.. تتعبني لا أستطيع حملها وأركض مثل رفاقي.. شعرت الأم بالعجز عن تقديم جواب لطفلها وقالت له: التلميذ النشيط لا يغيب عن المدرسة.. رد عليها: الأم إذا كانت تحب ابنها تحمل له محفظته إلى المدرسة.. وعند انتهاء الدوام تعود وتصطحبه إلى البيت.. تمتمت بينها وبين نفسها قائلة: ليت وزارة التربية تراعي طفولتكم الغضة وانحناء ظهوركم وتتلمس معاناة كل من لديهم أطفال في المرحلة الابتدائية وتعمل على حلها.. لتعود الغبطة إلى نفوس أطفالنا الصغار ويذهبوا إلى مدارسهم بفرح وراحة بال وحدهم دون حاجتهم إلى مساعدة أمهاتهم في حمل محافظهم المدرسية ذهاباً وإيابا ً!!
|