|
نشيد العودة الجولان في القلب متجاوزة حدود الزمان والمكان، لأن الضياء يستطيع التجول في الدنيا بلا جواز سفر ولايحتاج تأشيرة دخول، حتى لو انزعجت منه تلك العيون التي اعتادت التعايش مع الظلام الدامس وأصبحت تخاف حزمة الضوء الآتي على أجنحة الخير والبشر والتفاؤل.
وكانت العقول المنفتحة على وهج الإبداع المشكاة التي أسرت بالضوء إلى معارج الرقي ترود في سمائه السامقة آفاقاً لاتنتهي، ولأن تلك الحضارة كانت نتاج العقل العربي السوري الخالص، فقد قطعت على نفسها عهداً أن يكون شلال تدفقها مستمراً إلى الأبد، وهذا الوعد العهد لم يكن لحظة عاطفية طغت على الحدث ثم آثرت الابتعاد كأنها لم تكن حاضرة من قبل، بل كان همة مقيمة في قلب كل مواطن عربي سوري يؤمن بصدق انتمائه وعمق ارتباطه بهذه الأرض الطيبة المباركة. هذا المواطن هو ابن سورية في كل محافظة من محافظات هذا الوطن الشامخ، وهو ابن الجولان الذي سيعود حراً كريماً وجزءاً لاينفصل عن محافظة القنيطرة التي رفع الرئيس الراحل فيها علم الحرية في العام 1974. وفي سورية المجد العريق تهيأت التربة المناسبة لتؤتي مسيرة النصر الآتي على الطريق أكلها، فالتقت جهود أبناء الوطن وانصهرت الهمم إصراراً منقطع النظير على إضافة مداميك جديدة إلى صرح الوطن الشامخ الذي سيزداد عزة وشموخاً، يود يدق الجولان الباب باب الدار، فتفتح له الأم المشتاقة سورية ليستلقي في ذراعيها معلناً زوال ليل الاحتلال، وسيكون أبناء الوطن كلهم حاضرين للاحتفال بهذا اليوم التاريخي. ولأن الإرادة الفاعلة لا المنفعلة جزء فاعل في تلك المسيرة الخيرة مسيرة استعادة الجولان، فقد أسرجت خيول أصالتها وأعلنت انطلاقتها في الميدان بزخم لايخفى على أحد، شاهدنا شهبه المضيئة في ذكرى نكبة فلسطين التي تصادف في الخامس عشر من أيار كل عام، وفي ذكرى عدوان عام 1967 الذي يصادف في الخامس من حزيران من كل عام، وتفتحت عزائم السوريين تساندهم زنود وسواعد أشقائهم من لبنان وفلسطين ومصر وهم في سنوات العطاء الكبير ليطلقوا صرخة انطلاق مسيرة التحرير، فإذا بمواسم عطاءاتهم وافرة الغلال، ولأن سورية تستمد سجاياها النبيلة من نبل وطهر هذاالتراب الشامخ حاضن مسيرة الحرية والأحرار، فقد فتحت ربى الجولان قلبها لاحتضان هدير حناجرهم الصادحة بحب الأرض، وهيأت سبل تلقيهم ليتاح المجال أمامهم للتعبيرعن ذلك المخزون الهائل الذي لاينضب، مخزون الحب والاستعداد لبذل كل غالٍ ونفيس دفاعاً عن كرامة الوطن والمواطنين وشوقاً لاستعادة الجولان الغالي. وأرسل الجولان وهو يشاهد اندفاع أبناء الوطن يهتفون بنشيد استعادة الجولان، أرسل لهم تحية المودة والإكبار وتلقوا التحية، وآلوا على أنفسهم أن يردوها بأحسن منها، وذلك الرد سيكون الزحف الكبير لتحرير الجولان من المحتل الإسرائيلي الذي يعرف أنه سيرحل عن هذه الأرض الطيبة التي ولدت حرة وستبقى حرة. Ferasart72 @ hotmial.com.
|