تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


لوكنت مواطناً سورياً

شؤون سياسية
الأثنين 27 -6-2011
بقلم: نواف أبو الهيجاء

بالرغم من حقيقة انني لا أشعر بالغربة في سورية لأنني عربي فلسطيني ،إلا أنني لست كامل المواطنة من حيث مشاركتي في صنع القرار او الانتخابات -

ربما أتمتع بكثير من امتيازات المواطنين السوريين ،بل وأكثر ،فلست مطالباً بالخدمة العسكرية لا أنا ولا أولادي كوني لم ألجأ منذ عام 1948 إلى القطر السوري ،ومع ذلك فكل ما يتمتع به السوريون غير ذلك اتمتع به - ولذا انا مواطن فلسطيني -سوري بكل معنى الكلمة،وهذا ينطبق على نحو نصف مليون من ابناء الوطن المنتظرين ان يعودوا إلى بلدهم - الذي هو جنوب سورية تاريخياً وجغرافياً.‏

وبالتالي لو كنت اليوم مواطناً سورياً مستقلاً - لا أنتمي إلى أي حزب - في ظل الجاري هنا لوددت أن أتساءل:‏

- ترى ما الحرية التي عنها ومن أجلها يخرج المتظاهرون ؟وهل هي أن أتصرف كما يحلو لي دون ان اتساءل عما قدمته لوطني من واجبات لكي أطالب بالحقوق ؟‏

-هل إن مطالبتي بالحرية تجيز لي ان اقوم بالحرق وبالقتل وبالتدمير ؟هل إن حرية المواطن تعني إضرام النار في الوطن ؟‏

- ما الديمقراطية؟ أهي صناديق الاقتراع ؟أم تراها ان يتصرف المواطن من موقع الشعور بالمسؤولية في جانب ،وان يكون متحرراً من الخوف إلا من خالقه من جهة ثانية؟‏

- هل القوى التي تناصب وطني العداء حريصة حقاً على وطني وعلى حريتي وكرامتي ؟‏

- واذا كان رأس الدولة يتحدث عن الأخطاء والفساد بأكثر مما اتحدث انا أو سواي وانه راغب حقاً في الإصلاح أفليس من واجبي ان أتساءل عن الجو المناسب لتحقيق الإصلاح ؟ولماذا لا يكون الحوار اساساً للوصول إلى ما هو افضل للوطن والمواطن ؟‏

-إن كنت أرغب في خدمات افضل وفي مساحةأفضل لي ولأطفالي في العمل والتوظيف والدراسة والحياة الأفضل أفليس من الطبيعي ان أصغي إلى نداء الواجب وان أتميز الكلام الذي أسمع وأتأمل مدلولات الأفعال التي تنطلق هنا وهناك من مجموعات تنادي بالحرية والكرامة ثم تنهال على مؤسسات المجتمع والمال العام بالحرق وعلى ابناء الجيش والشرطة والآمنين من اهلنا بالقتل وبالتهديد ؟‏

- هل حقاً ان ما تبثه الفضائيات إياها صادق ؟ لماذا تتجاهل الملايين من ابناء الوطن وهم يعبرون عن دعم القيادة والإصلاح ثم تركز على كل ما يسيء إلى صورة الوطن والدولة ؟‏

- واذا كان المثل يقول: قل لي من هم اعداؤك اقل لك من انت ، فهل ان الكيان الصهيوني وأميركا وغيرهما احرص على وطني مني؟ وهل الأوروبيون يريدون عودة الجولان لي بكل شبر وتحت كامل سيادة وطني؟‏

واذا كنت كمواطن سوري أسجل عشر سلبيات أو عشرين سلبية وملاحظة على أداء المؤسسات وبعض الادارات فإن دهشتي لا بد تزداد وانا اصغي لكلمات رأس الوطن وهو يقول انه سجل أكثر من الف ومائتي ملاحظة وسلبية من خلال لقاءاته المتعددة مع المواطنين من شتى ارجاء الوطن .وكيف لي ان اصدق ان من يميز بين سوري من هذا المذهب او العرق او الدين وسوري آخر من مذهب أو دين او عرق آخر انه يعمل حقاً من أجل رفعة ووحدة وازدهار الوطن وحريته؟‏

لو كنت مواطناً سورياً لتوقفت طويلاً أمام كلمات الرئيس بشار الأسد يوم 20 حزيران .ولراجعت سلسلة مواقفي ولتساءلت : ترى أين هو موقعي الحقيقي ؟ مع الوطن الحر المستقل ام مع الطامعين به أو الساعين إلى خرابه؟ هل انا مع حق فلسطين في المقاومة وكذلك مع المقاومة اللبنانية ام لا؟‏

هل أنا مع أمن الوطن والمواطن ام ان النموذج العراقي أوالليبي هو أحد وسائلي للوصول إلى (الحرية والكرامة والديمقراطية)؟واين هي حرية العراق وديمقراطية شعبه ؟ واين هي وحدة ليبيا وحرية شعبها واستقلالها ؟‏

يكفي ان أقول إنني كمواطن سوري أعود إلى ضميري وارجع إلى دوري في بناء الوطن وإلى مسؤوليتي في المحافظة عليه والسعي إلى جعله أفضل أمناً واقتصاداً وحريات عامة من بينها (حريات الصحافة والإعلام والأحزاب والإدارة) وبالتالي تكون صناديق الاقتراع مجرد مظهر من مظاهر الحرية - الديمقراطية - ووسيلة ارتقاء إلى الأفضل عبر اختياري بحرية من يمثلني في اتخاذ القرار .‏

آنذاك فقط سيكون ضميري مرتاحاً ولن أتابع المفبرك من الأخبار وأصدقها بل أسهم في صناعة الحقيقة التي تفند ما تفبركه الفضائيات الكاذبة ومن يقف وراءها وأقطع الطريق على من يرى في الحرية فوضى وفي الديمقراطية ارتباطاً بالأجنبي وتحقيقاً لأهداف اعداء العرب عامة - وأعداء وطني سورية خاصة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية