أو مطالب لهذا الالتحاق يعتبرون انها يفترض ان تكون مفهومة تلقائيا، وأولها وقف التمييز الاخذ في الاتساع بين المجندات بحيث أن الفتاة العلمانية تخدم سنتين في حين تُعفى الفتاة المتدينة من كل عبء، وضرورة الغاء القاعدة الشديدة السوء والتي زادت تطرفا وهي أن الشاب العلماني الذي يريد أن يدرس اربع سنوات قد يحصل احيانا على موافقة الجيش، لكن يجب أن يعوض ذلك بسنوات تجنيد طويلة. أما زميله الذي يسجل دراسات دينية متطرفة، فهو يحصل على اربع سنوات ويحظى بسببها باعفاء طوال الحياة. كما طالب هؤلاء بأن تعلن الحكومة أن الجيش سيحمي اسرائيل في حدودها وأنها غير معنية بمتر خارج هذه الحدود. وحدود اليوم - اذا كان نتنياهو- قد نسي تقوم وفق قوانيننا هي حدود 1967 مع زيادة الأحياء اليهودية في شرقي القدس فقط (غير اليهود في شرقي القدس ليسوا مواطنين ولهذا أحياؤهم ليست جزءا من إسرائيل ).
لا يوجد مرجعية اخلاقية وقانونية لضريبة الدخل المفروضة على اليهود الاشكناز فقط. ولا مرجعية لاشعال الضوء الاحمر أمام أصحاب الشعر الاسود فقط، ولا يوجد نص قانوني ان التجنيد هو فرض على غير المتدينين فقط . إن القانون الذي يقوم على تمييز شديد ليس قانونا ولا يمكن طاعته. وقوانين الدولة وجيشها يحميان حدودها، ونحن نسافر الى الخارج بواسطة جواز سفر وليس دبابة.
إن الواقع المعوج الذي يسيطر على اسرائيل ليس جديدا. لكن ثلاث قشات كسرن الآن ظهر الحمار وهن : التطرف الفاقع لقضية الاعفاء الديني، ووعود نتنياهو للاسرائيليين بصراع أبدي لرفضه الاكتفاء باسرائيل القانونية التي تقوم على خطوط 1967، وقرار حامل معدات نتنياهو بني غانتس، الذي شك مئير دغان في قدرته على ثنيه عن الخروج لحرب تدمير، بأن المجندين يجب أن يضحوا بأفراحهم من اجل ابيهم الله . «يتذكر الله أبناءه وبناته»، هذه صيغة لاهوتية تثير القشعريرة، وإن جعلها صيغة ملزمة هي أمر واقعي. ومن الواضح ان رسالة الجيش الاسرائيلي تنقلب لتصبح جيش الهجوم من اجل الله.
وقد كتب حاييم غوري عن الآباء الذين يضطرون الى التضحية بأبنائهم الذين يولدون بينما تدمي قلوبهم. فالاعفاء من الخدمة يجعل غير المتدينين ضحايا المستقبل باسم «الله» ومن اجل مستوطنات دينية.
يتوجب على نتنياهو وغانتس أن يجندا لجيش الله مجندا واحدا هو الله. ويفترض ان يكون قادر على كل شيء. واذا كان اولئك الذين يرون أنفسهم أبناء الله يخشون أن يصعب عليه ترتيب أموره مرة اخرى، فانهم مدعوون الى الانضمام اليه. ينبغي أن يلتحق بجيش الهجوم من اجل الله المؤمنون والمؤمنات به وأبناؤه وبناته، وأن يمضوا ليحاربوا حروبه خارج حدود اسرائيل لا من اجلها.
اجرت اسرائيل هذا الاسبوع تدريبات على اصابة أكثر من ألف صاروخ كل يوم. وقد أُعدت في المركز مواقع معدة لدفن آلاف الاشخاص فورا لمنع انتشار الامراض. إن داء هذا الزمان والمكان هو هذه الروح الخلاصية. ففي العالم اللاهوتي تتفشى جملة واحدة»هذا هو وقت الفعل لانهم نقضوا توراتك». ومعناها انه في وقت الصراع يصبح كل شيء مباحاً ، بل فريضة. إن هذا المنطق بصيغته العلمانية أفضى الى هدر دم يميني مثل دغان وذلك من أجل وقف الخراب وانقاذ آلاف الضحايا، كما أفضى برجل ذائع الصيت مثل شمعون بيريز الى أن يهمس بالتحذير من الخطر الوجودي الوشيك.
هذا هو الوقت للعمل الجاد من اجل اسرائيل. وقد انشأ آلاف الشباب الهاغاناة والبلماخ والجيش الاسرائيلي ويستطيع آلاف الشباب مرة اخرى انقاذ الجيش الاسرائيلي واسرائيل من كارثة محققة. سوف ننقذ الجيش عندما نبعد الجيش الذي حل محله وهو جيش الهجوم من اجل الله، هذا الجيش الذي يسير بنا نحو الخراب. إن نتنياهو وغانتس و«قتلى ألتلينا»، ولواء الاستيطان والله يبدون كأنهم يتعجلون سيرهم على نحو يفضي بآلاف الشباب لأن يقرروا أن من واجبهم عدم الالتحاق بالجيش، طالما هذا الجيش بات مختطفا من جانب المتدينين الذي افسدوا السياسة، ويفعلون فعلهم اليوم في الجيش .
بقلم : سافي رخلفسكي