تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


هو.. القبلُ والبَعدُ

رسم بالكلمات
الأثنين 27 -6-2011
سوزان إبراهيم

أستغرب تسجيل كثير من أبناء جيل الأدباء الجدد غياباً شبه كاملٍ عن ساحة ما يلحق بالوطن, وقبل أن يتهمني أحدهم, أقول: أعني- على الأقل- غياباً عن صفحةٍ كرّست بياضها لحبرهم.. وكانت مخلصة لكل أحوالهم ومزاجاتهم ومواضيعهم, وقلما- بل نادراً- ما غيّبَ نص عن الصفحة إن كان جيداً.

الوطن كالأم, قد لا تتفق مع كثير من قناعاتها, قد تعترض على بعض تصرفاتها, ولكن هل يمكنك أن تسحب جذور حليبها من دمك؟!‏

قف حيث تريد.. يميناً أو يساراً.. قف في الوسط.. قف في أي مكان تشاؤه أفكارك.. ولكن هل يمكنك ألا تحمل لون الوطن على شيفرة خلايا انتمائك؟!‏

نظّرْ.. هوّمْ.. اغضبْ.. اذهب إلى أقصى امتداد لخيالك.. ولكن هل يمكنك أن تُنزِل طفلة الوطن عن كتفيك؟ هل تستطيع ألا تدللها؟! ألا تفرد لها ساحاتك لتلعب؟!‏

هل يمكن لك أن تطمئن وأن تستقر دقات قلبك إن ألمَّ حزن بقاسيون.. بدمشق.. ببردى.. بالمدن بالواحات.. بالصحراء.. بالجبال.. بالسهول.. بقمح الأرض التي ولدت أبجدية؟!‏

هو قبل قبلكَ.. وهو بعد بعدكَ..‏

هو الذي لا تلغيه ولو أردت.. هو الذي يسبق صرخة ولادتك.. وهو الذي يستقبل بقاياكَ ولو كره سجل أفعالك..‏

هو الذي تدميه شوكة ابن, حين لا تهزه عواصف العالم..‏

هو الوطن.. القبلُ.. والبعدُ.‏

suzani@aloola.sy

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية