وهل بقي للأهل وقت كاف لمناقشة أبنائهم في ظل غيابهم الوظيفي أولاً... وتحكم العالم الافتراضي من تلفاز وانترنت ثانياً؟!
سابقاً ولظروف اقتصادية ومناخية كثيراً ما كانت الأسر تجتمع في غرفة واحدة طيلة اليوم.. وتنشأ فيها سيناريوهات عدة تجمع العائلة الواحدة بكل فصولها... فيعرف كل منهم هموم الآخر.. ويومياته.. لالشيء.. إلا أنه ولتحكم مساحة جغرافية أسرية بالمكان...
حيث أربعة جدران وسقف يحضن أكثر من صدر بهمومه وأفراحه وأجمل ما فيه أن الأسرة كلها تسمع.. الكل يفرح والكل يحزن..
أما اليوم ومع توفر الكماليات.. وانتشار الدلال الأسري وثقافة العمل الضرورية جداً حتى مع ساعات إضافية كي يتمكن الأب والأم من توفير كل مايتمناه الأبناء فلذات الأكباد..وكي لا ينقصهم شيء...
عن أقرانهم وتتشكل لديهم العقد النفسية...
مع أنني أستطيع ضرب مئة مثال عن شباب كثر تربوا وسط أجواء اقتصادية أقل من عادية والأبوين شبه أميين إلا أنهم لم تتملكهم أمراضاً نفسية ولا عقد.. وأبدعوا في مجالات الدراسة والوظيفة والأخلاق الحميدة.
لكن شباب اليوم...
أصبح يعتبر المنزل بمثابة الفندق الذي يربطه بأفراد أسرته علاقة جوار وقتي فقط.. وكثير منهم اعتاد صحبة أغراب على الانترنت وأصبح بعيد مسافة ضوئية عن عائلته.. التي ما عاد يجمعه بهم أي قواسم زمنية حيث لا وقت مشترك لتناول الطعام.. أومشاهدة التلفاز.. وما عاد يجمعهم مسلسلاً درامياً أو نشرة أخبار الثامنة والنصف ولا برنامج مثل حكم العدالة مثلاً...
لذلك وأكثر... على من نعول السبب
هل الأهل الذين حباً منهم حاولوا أن يترفوا أبناءهم فاشتروا لهم وقتاً افتراضياً من ميديا تستطيع اقتناءها ساعة تشاء..وتستطيع تكرارها ساعة تشاء...
إضافة الى أنترنت قادر على خلق عالم مختلف فيه الكثير من الأصدقاء أم هو شباب أدرك أنه مترف منذ لحظة الولادة إلا أنه افتقد فيما بعد ساعة حديث أبوي .
فما عاد قادر على عطاء الود والحب حيث من الطبيعي / فاقد الشيء لا يعطيه/