تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


هـــــذه ساحاتنــــا..

مجتمع
الأثنين 27 -6-2011
غصون سليمان

المشهد الأول...

صدق أو لا تصدق..‏

هكذا تفاعل الشعب العربي السوري.. هكذا عبر على طريقته.. مع قضيته.. مع وطنيته.. مع تربيته.. مع فكره.. وعروبته.. وقوميته..‏

في ساحة الأمويين سيدة من عشرات السيدات متوسطة في العمر اصطحبت معها أطفالها الثلاثة، واحد حملته على صدرها تضمه بيد واليد الأخرى ترفع العلم السوري.. بينما طفلاها الاثنان لا تتجاوز أعمارهما من 3 -5 سنوات يمسكان بثوبها على اليمين واليسار، حيث هتفت، وغنت، وزغردت.. ولعل هذه اللقطة أهم درس في التربية تعلمه هؤلاء الصغار قبل المدرسة والمجتمع.‏

المشهد الثاني:‏

كان الشباب والشابات والرجال والنساء والأطفال يتسابقون نحو كل شخص يرتدي البزة العسكرية ليعانقوهم بحرارة ويقدموا لهم السلام والتحية على طريقتهم..‏

وما أعظمها من عبارة «الله محيي الجيش.. الله محيي الجيش» فيرد هؤلاء بتحية رائعة «الله يحيي الشعب.. الله يحيي الشعب».‏

فالصورة والله فاقت حدود البلاغة وخطوط البيان والصفات.‏

المشهد الثالث:‏

ما كان لافتاً بحق هو الحضور الكثيف للأطفال بأعمار مختلفة.. تزين وجناتهم وجباههم علم سورية وما أعظمه.. إنها بحق الرضاعة الطبيعية التي تخصب حب الوطن وتنميه بالوجدان والضمير..‏

المشهد الرابع:‏

حمل الأطفال الصغار ذكوراً وإناثاً على الأكتاف يتجولون بهم وبأيديهم أعلام تناسب حجم أيديهم الناعمة، ويردد هؤلاء الصغار «الله سورية بشار وبس» مع تلعثم جميل وهم يتعلمون حروف أبجديتهم العربية..‏

المشهد الخامس:‏

في المساحة الممتدة من جميع الشوارع التي تؤدي إلى ساحة الأمويين كانت صورة أكثر من رائعة وبليغة حيث كلما مر مواطن من جانب أي رجل من الأمن من الجيش والمرور، فإشارة المحبة عبر عنها أبناء الشعب برفع إشارة النصر مع قول الله «يحميكم يا شباب نحنا معكم» ويبادل حماة الديار تحية هؤلاء بإشارة النصر مع كلمة إن شاء الله نفديكم.‏

هذه العبارة المؤثرة جعلت الدموع تحتقن في العيون والغصة في القلوب على حين آخرون من هؤلاء وفي المسافة الممتدة ما بين الجمارك ودوار كفرسوسة كانت العين الساهرة تستقبل المشاركين بمسيرة التأييد بضيافتهم الماء البارد من مواسير المياه على امتداد الطريق وما أكثر الذين شربوا الماء البارد ومسحوا وجوههم ببركة أهل الخير وذاك اليوم العظيم في تاريخ سورية ومن يعمل تحت لواء المؤسسة العسكرية فهؤلاء هم شرفنا وكرامتنا كما قال سيد الوطن.‏

المشهد السادس:‏

درجة الحرارة يوم 21/6/2011 كانت تتجاوز الأربعين درجة في دمشق وتحملها الآلاف المؤلفة لتعقد رقم المليون لأن حرارة حب الوطن عند السوريين هي أقوى من كل سخونة وحرارة كونية تحاول أن تحرق ثوب الوطن وتلهب أرضه خراباً وفتنة.‏

ما تقدم هو عينة لمشاهد كثيرة وكثيرة جداً تحفظها ذاكرة الشعب وتشهد لها الساحات.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية