تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


سيمون مريش.. إيقاع حسب الطلب

فنون
الأربعاء 4-7-2012
أحمد بوبس

في إحدى الحفلات الموسيقية بدار الأوبرا كان ضارب الإيقاع سيمون مريش يستخدم آلة موسيقية غريبة، عبارة عن اسطوانة غير منتظمة مغلقة من الطرفين.

عند تحريكها يمنة ويسرى تعطي صوتاً شبيه بصوت المطر أو حفيف أوراق الشجر. وبعد الحفلة قلت له مازحاً هل تحتوي هذه الاسطوانة عدس وزر. فضحك وقال (هي فعلاً كذلك تحتوي مجموعة من الحبوب وفيها نتوءات داخلية. وعند تحريكها تحدث الصوت الذي سمعته). واسم هذه الآلة (عصا المطر) ومصدرها من أميركا اللاتينية.‏

هذه واحدة من الآلات الموسيقية الإيقاعية الكثيرة التي يضرب عليها ويستخدمها الفنان المبدع سيمون مريش، الذي هو أكثر من ضارب إيقاع، هو خبير في الآلات الإيقاعية وصانع لها. يعزف على معظم الآلات الإيقاعية العربية والغربية وحتى آلات الشعوب الأخرى في آسيا وافريقا وأميركا اللاتينية. وعلى سبيل المثال يعزف سيمون على الدرامبز والدفوف بأنواعها والطبول بأنواعها والصنوج وغيرها. وفيما يتعلق بصنع الآلات الإيقاعية فهو خبير في صناعة معظم هذه الآلات. وعلى سبيل المثال فقد قام بتصنيع آلة (عصا المطر) ويستخدمها في الفرق الموسيقية التي يعزف معها. وفي البداية كان يقوم بتصنيع الآلات الإيقاعية بسبب عدم تمكنه من شرائها، ومالبث أن تحول إلى خبير في صناعة تلك الآلات، ويتم الاستفادة من خبرته على الصعيد العالمي.‏

هذه الخبرات الواسعة أهلت سيمون مريش ليصبح أستاذاً للإيقاع في العديد من المعاهد، منها المعهد العالي للموسيقا ومدرسة الإيقاع والمعهد العالي للفنون المسرحية وغيرها.كما أنه يشارك في العديد من الفرق الموسيقية كالفرقة السيمفونية الوطنية وأوركسترا عمان السيمفوني وفرق كثيرة غيرها. وشارك بالعزف مع عدة فرق زائرة لسوريا، منها فرقة زياد الرحباني في حفلاته بدمشق. وهو مؤسس ورئيس فرقة (بيركيو مانيا) الإيقاعية. وقدمت هذه الفرقة حفلة رائعة مع المايسترو نوري رحيباني منذ فترة، وقدمت مقطوعات موسيقا مكتوبة لآلات الإيقاع فقط.‏

وخبرة سيمون مريش الواسعة في الآلات الإيقاعية لم تأت من فراغ. فقد درس الموسيقا دراسة آكاديمية وافية. بدأها في عدة معاهد موسيقية وهو صغير، وختمها بنيله الإجازة في الموسيقا من المعهد العالي للموسيقا بدمشق. وشارك في الكثير من ورش العمل الموسيقية بإشراف كبار الموسيقيين العالميين.‏

والخبرة الواسعة لسيمون مريش في الآلات الإيقاعية دفعته لخوض غمار التأليف الموسيقي في الموسيقا المخصصة للآلات الإيقاعية، ولاسيما لفرقته (بيركيومانيا). ولسيمون حضور محبب على المسرح بعفويته المحببة. فمرة ضرب الإيقاع على الكرسي الخشبي الذي يجلس عليه، ليثبت أن أي شيء حولنا يصلح ليكون إيقاعاً.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية