وستشبه كثيراً رحلة سابقة قام بها ذات المدرب مع المنتخب عندما استمر معه مدة 6 أعوام كمدرب أول وكمساعد مدرب.
فجر ابراهيم والذي شكلت عودته لقيادة المنتخب من جديد قصة مثيرة تشبه كثيراً حكاية إبريق الزيت يبدو أنه قرر أن لا ينهي مسلسل الأخذ والرد في حالة التعاطي مع هذه القضية ففي كل يوم مشكلة جديدة وفي كل مرة تعوم إلى السطح تفاصيل صغيرة غالباً ما تكون مفتعلة !!
إعلان فجر مدرباً لمنتخب الرجال من جديد تؤكد المؤشرات أنه سيتم نقضه بعد أسبوعين ليس إلا على ولادته والأسباب هذه المرة مادية بحتة حسب وجهة نظرنا وإن اختلف معنا كثيرون فيما نطرح.
نقض الاتفاق
في الوقت الذي قرر فيه اتحاد الكرة ممثلاً برئيسه صلاح رمضان أن يتحمل مسؤولياته ويختار قناعاته بتعيين فجر ابراهيم مدرباً لمنتخب الرجال كانت هناك حملة إعلامية موجهة ضد اتحاد الكرة بسبب هذا الاختيار وكثيرون قالوا إن تعيين فجر مدرباً فنياً للمنتخب يأتي تحت بند تسديد الفواتير الانتخابية ولاسيما أن فجر انسحب من السباق على رئاسة اتحاد الكرة لصالح الرئيس الحالي صلاح رمضان ومع ذلك فقد تحمل اتحاد الكرة سهام النقد الموجهة إليه في هذا السياق هذا عدا عن جهود جبارة قام بها بعض الأشخاص لإنهاء حالة الخصام بين أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام وفجر ابراهيم وذلك بهدف إلغاء الفيتو الصادر عن القيادة الرياضية على تولي فجر زمام المنتخب.
وبالفعل فقد نجح اتحاد الكرة في مسعاه وأعلن أنه توصل مع فجر ابراهيم لاتفاق بتولي الأخير قيادة منتخب الرجال وتم إعلان أسماء الكادر الإداري والفني لهذا المنتخب وبين مؤيد لفكرة تولي فجر ومعارض لها انطلق المنتخب لتأتي بعد ذلك المفاجآت تباعاً بأن اتفاق الطرفين لم يكتمل وهو في طريقه إلى النقض بعد الاختلاف على قيمة العقد المادية بين الطرفين!!
فحوى الخلاف
الخلاف بين فجر واتحاد الكرة يعود إلى القيمة المادية لراتب المدرب فبينما يطالب فجر بمبلغ لا يقل عن مئتي ألف ليرة سورية شهرياً يجد اتحاد الكرة أن هذا صعب ولاسيما أن هناك لوائح وأنظمة في هذا السياق لا يمكن تجاوزها على الإطلاق حيث إن النظام المالي حدد سقف الراتب لمدربي المنتخبات الوطنية بمئة ألف ليرة سورية في حال كان هذا المدرب يحمل شهادة (A) الآسيوية وهو ما ينطبق على فجر.
وبينما يؤكد فجر ابراهيم أن إصراره على رفع قيمة الراتب يعود لشعوره بوجود غبن في حق المدرب الوطني وقيمته التدريبية فإن اتحاد الكرة يؤكد أن القرار في هذا الصدد لا يعود له كمؤسسة وإنما لمؤسسة أعلى هي الاتحاد الرياضي العام.
فجر بالمجان
فجر ابراهيم اتصل بالثورة وأكد أنه سيعمل بالمجان في الأشهر الثلاثة القادمة وهي مدة العقد الموقع بينه وبين اتحاد الكرة حتى لا يفهم أن الخلاف مادي حيث إن هذا ليس صحيحاً والخلاف برمته يعود لإحساسه بعدم وجود احترام للمدرب الوطني.
وأوضح فجر أنه طرح هذا على رئيس اتحاد كرة القدم وإذا ما تمت الموافقة فهو سيعمل بالمجان ليتم بعد ذلك الاحتكام إلى مفاوضات جديدة بعد نهاية مدة العقد.
وختم فجر بالتأكيد على أنه تفاجئ كثيراً بتحكم الاتحاد الرياضي العام بقضية تعاقد اتحاد الكرة مع مدربين للمنتخبات الوطنية ولاسيما أن ذلك يعتبر من صلاحيات الاتحاد الكروي حصراً.
رمضان يوضح
من جانبه ولدى مصارحة رئيس اتحاد الكرة صلاح رمضان بما طرحه فجر فقد أشار إلى أن ذلك غير منطقي على الإطلاق ولاسيما أن اتحاد الكرة لا يقبل بشيء من هذا القبيل أبداً.
وأشار رمضان أن فجراً لم يبد اعتراضه على قيمة العقد فقط وإنما حتى على مدته التي قلنا إنها ستكون ثلاثة أشهر مبدأياً تحت بند التجريب.
وبين رمضان أن فجر ذكر أن ظروفاً خاصة ستمنعه من الاستمرار مع المنتخب ولذلك فإن اتحاد الكرة سيعمد حالياً إلى تعيين (عضو الاتحاد) مروان خوري كمدرب للمنتخب مع الإبقاء على بقية أعضاء الكادر الإداري والفني.
وبالنسبة لموضوع الشهادة فقد ذكر رمضان أن خوري بصدد اتباع دورة (A) الآسيوية قريباً وفي حال حصل على هذه الشهادة فإنه سيكون هو المدرب للمنتخب وحينها سيتم تخييره بين بقائه عضواً في اتحاد الكرة أو تدريب المنتخب الأول لكي لا يقع في فخ الازدواجية.
مشكلة مفتعلة
لسنا في صدد توجيه اللوم على أحد الأطراف ولكننا سنتساءل عن الأسباب التي دعت كلاً من اتحاد الكرة والمدرب فجر إلى إعلان اتفاقهما على تولي مدربنا الوطني أمور المنتخب ولاسيما أن هذا الاتفاق لم يتم أصلاً؟! كما أننا نريد إجابات شافية عن حقيقة أن فجراً وكادره على غير علم ودراية أن اتحاد الكرة لا يستطيع تجاوز النظام المالي وذلك حتى قبل أن يعلن الطرفان اتفاقهما ؟ والأهم هو تساؤل يتمحور حول موقف اتحاد الكرة فيما لو كان المنتخب الأول على أبواب استحقاق رسمي فماذا كان هو فاعل حينها؟ ولكن فعلاً علينا أن نشكر القدر أن لا استحقاق رسمياً أمام هذا المنتخب الذي ما زال يقع ضحية مشاكل مفتعلة بصفة صرفة.