تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


فضحت مرامي العدالة والتنمية للنيل من قوى المقاومة...الإعلام الصهيوني يبارك سياسة أردوغان تجاه سورية ويصف أوغلو ب «عثماني جديد»

سانا- الثورة
أخبار
الأربعاء 4-7-2012
مباركة وسائل اعلام الكيان الصهيوني وترحيبها بسياسات حكومة رجب طيب أردوغان العدائية لسورية وشعبها تكشف مجددا وبشكل واضح التماهي الكبير بين سياسات هذه الحكومة ونظيرتها في كيان الاحتلال

لجهة النيل من قوى المقاومة وفي مقدمتها سورية المتمسكة بالحقوق العربية ولاسيما حق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.‏

المباركة الصهيونية جاءت هذه المرة عبر صحيفة هاارتس الصهيونية التي رأت في عددها الصادر امس أن النهج الاكثر تشددا الذي تقوده الحكومة التركية الحالية ضد القيادة السورية عبر ايواء من المعارضة يقتضي أن يحظى بتقدير التوجهات السائدة في اسرائيل نحو تركيا دون أن تنسى الاشادة بالمواقف التي أطلقها أردوغان ومسؤولو حكومته ضد سورية عقب اسقاط الطائرة التركية المقاتلة التي انتهكت السيادة السورية قبل أن تسقط بنيران الدفاعات الجوية للجيش العربي السوري في المياه الاقليمية.‏

ويعيد الترحيب الصهيوني بمواقف أردوغان العدائية ضد سورية الى الاذهان الرفض الشعبي المتزايد لسياسات الحكومة التركية تجاه اسرائيل والذي أرغمها على التراجع عن قرارها القاضي بتعليق الاجراءات القضائية ضد الجنود الاسرائيليين المتورطين في قضية سفينة مرمرة التي راح ضحيتها 9 مواطنين أتراك لتبدأ قبل أسابيع محاولة جديدة لامتصاص استياء الشعب التركي من تجاهل أردوغان لدماء المواطنين الاتراك التسعة عبر اجراء محاكمة صورية تتناقض وحجم تهديداته لاسرائيل بتخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي ومطالبته بتقديم اعتذار رسمي من الشعب التركي وذلك في الوقت الذي تتحدث التقارير المتمردة عن الحظر الذي تفرضه حكومة أردوغان على حقيقة العلاقات التركية الاسرائيلية المتنامية والتي تؤكد أن الصادرات التركية الى اسرائيل زادت بنسبة 20 بالمئة مقابل ارتفاع الصادرات الاسرائيلية الى تركيا بنسبة 40 بالمئة مقارنة بعام2010.‏

ورأت الصحيفة الصهيونية أن أردوغان لم يكن يوما عدوا لاسرائيل ومناصرا للفلسطينيين وقضيتهم ومعاد للسامية وأن العالم كله بما فيه حكومة الاحتلال لم تقرأ جيدا مواقف أردوغان عقب مقتل المواطنين الاتراك التسعة على أيدي الجنود الاسرائيليين والتي كانت محاولة استغلالية لهذه الحادثة من أجل ترسيخ تصورها الحالي لنفسها باعتبارها قوة من القوى الاقليمية الكبرى الامر الذي ظهر بوضوح بعد أشهر قليلة فقط عندما قامت حكومة أردوغان بفضيحة تعمدت وسائل الاعلام التركية والعالمية اخفاءها وذلك عندما قام المؤتمر الصناعي العربي التركي في اسطنبول خلال تشرين الاول الماضي بتعريف مدينة رام الله على أنها عاصمة دولة فلسطين بدلا من مدينة القدس المحتلة وذلك في محاولة مستميتة لكسب ود الكيان الصهيوني والاعتذار بشكل واضح عن المواقف التي أطلقها ضده عقب حادثة سفينة مرمرة.‏

وامتدحت الصحيفة الصهيونية مآثر حكومة أردوغان ووزير خارجيتها أحمد داوود أوغلو الذي وصفته بأنه عثماني جديد لا يعبر مطلقا عن سياسة اسلامية وجعل من تركيا عضوا مخلصا في حلف شمال الاطلسي عبر تنكره لشعار صفر نزاعات مع الدول الجارة طرحه بعد تسلمه رئاسة الدبلوماسية التركية.‏

الصحيفة الصهيونية بحثت وفتشت عن مبررات لسياسات حكومة أردوغان حليفتها السرية بحسب العديد من المحللين والكتاب الاتراك فاعتبرت أن أنقرة بدأت توجه سياستها نحو صوغ مكانتها المهيمنة في المنطقة بعد أن تبين أن الاتحاد الاوروبي لن يقبل عضوية تركيا فيه بسبب التركيبة الديمغرافية لسكانها مؤكدة أن سعي تركيا للظهور على أنها قوة اقليمية من القوى الكبرى ينبغي احتسابها لا يعني باي شكل من الاشكال معاداتها لاسرائيل معتبرة أن حزب العدالة والتنمية بجذوره الاسلامية تفوق على الجيش التركي ذي التراث العلماني.‏

مباركة الاعلام الصهيوني لسياسات حكومة أردوغان ومواقفها العدائية لسورية المدافعة عن القضية المركزية للعرب وقيام دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس تؤكد مرة أخرى صحة عديد التقارير التي تؤكد أن حكومتي حزب العدالة والتنمية والاحتلال الاسرائيلي هما مجرد أداة بيد واشنطن والغرب لتنفيذ مخططاتهما وأن ما تروجه وسائل الاعلام التابعة لحكومة أردوغان عن توتر مع الكيان الصهيوني هو محاولة لذر الرماد في العيون عن حقيقة حكومة أردوغان الحليف السري لاسرائيل في الشرق الاوسط التي تتحرك وفق المحور الاسرائيلي الامريكي بالتنسيق مع مشيخات النفط الخليجية.‏

وفي المحصلة يرى مراقبون أن الشعب التركي الذي يعد جزءا أساسيا ومتجانسا في نسيج المنطقة استطاع بفضل وعيه الكبير كشف حقيقة سياسات حكومة أردوغان وتلاعبها بالمصالح العليا للجمهورية التركية عبر التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة لارضاء الكيان الصهيوني عبر تصفية القضية الفلسطينية تمهيدا لفرض الهيمنة الامريكية على منطقة الشرق الاوسط التي لا يمكن أن تكون الا ملكا لابنائها.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية