حيث يعتبر النصف الأول من شهر أيلول موعداً لتقديم هذه المشاريع.
ومشروع الإجازة هو تلخيص لتجربة الطالب وتمثيل لخبرات فنية وتقنيات اكتسبها خلال سنوات دراسته الأربع.
ملحق طلبة وجامعات كانت له وقفة حول أهمية هذه المشاريع وآلية التحكيم ونتائج ومصير هذه الإنتاجات الفنية، والأمنيات والطموح حول هذا الجانب المهم في مثل هذه الكليات.
د. فواز بكدش عميد الكلية قال: مشروع التخرج مهم جداً للطالب لأنه التجربة الأولى لإنتاجه بإشراف أساتذة وهي نقطة تحول للحياة العملية بعد التخرج.
أما بالنسبة للكلية فإنها تأخذ عملين من أعمال الطالب لتكون بمثابة ورقة امتحانية تعطي صورة لهذا المخرج التعليمي الذي يحتفظ به لمعرفة التطور العلمي والتقني للكلية خلال السنوات السابقة والسنوات المستمرة، وبهذه الطريقة يعرف مستوى الدفعات المختلفة والمتلاحقة في الكلية.
وأشار د. بكدش أنه يحق لجميع الطلاب الذين نجحوا بالمشروع المبدئي، التقدم لمشروع التخرج، وتقدم الطالب لمشروع التخرج ليس مشروطاً بالنجاح بجميع المواد، فقد يكون الطالب منقولاً إلى السنة الرابعة.
تنوع المشاريع
وفي إشارة إلى تكامل الابداع في جوانب عديدة يؤكد عميد الكلية أننا أمام مشاريع تخرج متنوعة بعضها يأخذ منحى ومدخلاً تعبيرياً وبعضها يأخذ منحى تاريخياً أو فنياً تشكيلياً بحتاً ، وفي كل الأحوال المهم أن ترتبط هذه المشاريع بالمجتمع والإنسان ويمكن الاستفادة منها بالحياة العملية مثل أعمال النحت، الحفر، العمارة الداخلية، فن الإعلام وغيرها.
ويجب أن تنطلق هذه المشاريع لحل المشكلات القائمة في المجتمع وأن تكون وسيلة لتطوير الأشكال الحضارية في البيئة.
وتحدث الدكتور فؤاد طوبال الوكيل العلمي في كلية الفنون الجميلة عن ضرورة ربط الجامعة بالمجتمع والاستفادة من أعمال الطلاب في مشاريع عملية، قائلاً: ممكن أن تكون مشاريع التخرج دراسة لموقع معين وأن تنفذ فيه، كأن ينفذ مشروع نحت لطالب ما ضمن ساحة معينة تقترحها البلدية وممكن أن تتشارك مع قسم النحت بالخبرة أقسام أخرى مثل قسم الديكور أو مع كليات أخرى مثل كلية الزراعة حيث يتعاون الجميع في تنفيذ عمل منحوت على قاعدة مزينة وساحة بديكور معين مع بساط أخضر وأزهار متنوعة، حتى نقدم صورة متكاملة للمكان وللبلد.
وطبعاً هذه الفكرة تنطبق على جميع الاختصاصات حتى قسم الغرافيك الذي يضم جوانب متعددة من الاتصالات البصرية، وإخراج الكتب والرسوم المتحركة والفواصل التلفزيونية وغيرها من الأعمال التي تحمل رسالة اجتماعية وبالتالي الاستفادة من الأعمال المتميزة لكلية الفنون الجميلة.
وحول موضوع حجم المشروع المطلوب من الطالب والوقت المخصص له قال: لكل قسم صيغة معينة، مثلاً في قسم النحت، المطلوب خمسة أعمال (مديل، وواقف) في قسم الديكور يطلب تصميم صناعي أو ماكيت مجسم، في قسم الإعلام يوجد اتجاهان الأول موضة فيلم متحرك، أو اتجاه بوستر.
بمعنى لكل قسم خصوصية، أما الوقت المخصص للإنجاز، فله علاقة بالخطة الدرسية، فالخطة السابقة لا نزال نسير عليها، تشمل طلاب السنة الرابعة لهذا العام، نخصص نصف السنة الدراسية لمشروع التخرج، بمعنى النصف الأول يخصص للمواد والنصف الثاني مخصص لإعداد المشروع «دراسته وتنفيذه» حيث يكون الطالب مفرغاً بالكامل، وتوفر له الكلية كل الظروف المناسبة وبتوجيهات وإشراف الأساتذة.
ربط الفن بالمجتمع
والتقينا أيضاً مع الدكتور عهد الناصر رجوب رئيس قسم التصوير في الكلية الذي أكد إيجابية ربط الفن بالمجتمع وقال: إذا لم نصل إلى معادلة الفن حاجة اجتماعية، سنبقى في مكاننا، لأن أهم عوامل تطوير الفن هي أن يكون حاجة اجتماعية للناس وأن يدعم مادياً.
وحول هذه النقطة بالذات يقدم د. رجوب وجهة نظره التي تنبع من تجارب عديدة يرى أن المشروع عادة هو حصيلة جهد بذل من خلال المدرسين والطالب معاً وهذا الإنتاج الفني من أهم أعمال الفنان بعد تخرجه، لأنه يشكل نقطة تحول ومفترقاً فنياً ، فالجميع يفتخر بمشروع تخرجه.
ولهذا يجب المساهمة المادية لدعم مشروع التخرج لدى الطالب لنرفع من مستوى الأداء لديه وعلى الأقل نقدم له مردوداً مادياً بسيطاً يساعده في شراء الأدوات وهو بنفس الوقت فائدة للمجتمع والبلد.
وتحت عنوان «هل الفن قيمة مادية حقيقية؟» يطرح رئيس القسم عدداً من الأمثلة، ففي إحدى المؤسسات شاهد لوحة لفنان سوري حديث من الثمانينات وقد دهش المعنيون في هذه المؤسسة عندما عرفوا أن سعرها أصبح بالملايين وهذا يعني أن المؤسسات التي تقتني أعمال الخريجين هي رابحة وليست خاسرة.
أمنيات ومطالب
وفي تجربة أخرى خاضتها الكلية مع جامعة البعث عندما طلبت أفكاراً جديدة لأعمال فنية جدارية لجامعة البعث، حيث قدمت الجامعة الجانب المادي بينما حققت كلية الفنون الجميلة المشاريع.
ومن ذلك المطروح على الساحة الآن هو أمنيات ومطالب للاستفادة من مشاريع التخرج وبخاصة التي تحصل على مراتب متقدمة، بحيث يستفيد المجتمع ويستفيد الخريج ببعض الإعانات المادية التي ترفع من مستوى أدائه وتعينه على مشواره الفني.
وهذا الأمر موجود في أغلب دول العالم حيث تشتري المحافظة أو البلديات مشاريع التخرج في كليات الفنون الجميلة وتزين بها المدينة.
وأخيراً لابد من الإشارة إلى وجود لجنة علمية تتشكل من مجموعة من الأساتذة والمشرفين لتقييم المشاريع حسب كل اختصاص ضمن المعايير الخاصة بهذا القسم وهذا الفن.
ميساء الجردي