إرسال بقوة منخفضة لا تزيد عن 10 كيلو واط تبث بالأبيض والأسود استمر إرسالها ساعة ونصف فقط في اليوم الأول من خلال قناة واحدة هي القناة الأولى وزادت ساعات الارسال بعد ذلك، ومنذ عام 1980 بدأت مرحلة جديدة شهدت تطورات متسارعة
حيث تم من مبنى نقابة المهندسين إطلاق القناة الثانية لحين انتقالها رسميا إلى مبنى الإذاعة والتلفزيون في ساحة الأمويين بداية عام 1985 فيما بدأت القناة الفضائية السورية بثها عام 1996 ومن ثم قناة سورية دراما التي انطلقت عام 2009 فضلا عن إطلاق القناة التربوية السورية وتأسيس المركز الإخباري مؤخراً.
وقد حقق التلفزيون السوري بجميع قنواته حضورا جيدا وحافظ عليه وكرسه خلال خمسين عاما من تأسيسه، إذ كان على تواصل حقيقي مع الجمهور في سورية والوطن العربي ودول العالم وقد حقق نسبة مشاهدة عالية أيضا في الأرض المحتلة ولبنان والمغرب العربي من خلال الشفافية التي اعتمدها كمبدأ دائم في نقل الحقائق ما جعلته قريباً من الجمهور الذي وجد فيه المرآة التي تعكس تفاصيل حياته اليومية فنال ثقته بعد أن حافظ عبر عقوده الخمسة على خصوصية ميزته عن بقية التلفزيونات ولاسيما لجهة اهتمامه بالأسرة العربية وقضاياها الثقافية والاجتماعية وغيرها فضلا عن كونه حاملاً للهم الوطني والقومي اذ كان له أثر كبير في نقل الدور الاقليمي والدولي لسورية التي أذهلت سياستها العالم اجمع الذي يشهد بأن الشعب السوري الأكثر تسييساً لم تنطلِ على غالبيته أخطر الحروب الإعلامية.
وما يميز التلفزيون السوري عن سواه في الساحة العربية يبرز في تاريخ وظروف نشأته في عهد الوحدة بين سورية ومصر وتمثله للهوية الوطنية القومية التقدمية ،التي أتت لتترجم هذا التوجه عبر تكليف شخصيات ثقافية وإعلامية تتسم بالجدية والثقافة الواسعة لإعداد برامج توجهت إلى الأسرة وإلى عامة المشاهدين بما يقدم لهم من أفكار إيجابية تسهم في تطوير مفاهيمهم وسبل حياتهم.
كما شكل إطلاق قناة سورية دراما عام 2009 كأول قناة سورية تخصصية أحد مراحل تطور العمل الإعلامي التلفزيوني وجاء اختيار الدراما في بداية هذه المرحلة نظرا للحاجة إلى منبر إضافي للدراما التلفزيونية السورية المتألقة ، الأمر الذي مهد الطريق إلى إمكانية إقامة المزيد من الأقنية المتخصصة بما يلبي رغبات المشاهدين وحاجات المجتمع، فكان التلفزيون السوري وبصدق محط اهتمام الجمهور من خلال البرامج الترفيهية التي قدمها والتي تلاءمت مع طبيعة المجتمع السوري وشكلت الدراما السورية مصدر الاهتمام وعنصر الجذب الأول عند هذا الجمهور، ولا ننكر الأداء الاحترافي لكوادره وفهم المتلقي وسماته النفسية وكيفية تقديم ما يطلبه والبحث الدائم عن أسلوبية إعلامية متجددة تواكب العصر واحتياجات المجتمع.
لاشك أن ما تتعرض له سورية من حرب كونية كان الاعلام عنوانها الأبرز والمحرك الأساسي فيها حيث شن مهندسوها ومنفذوها حربهم عليها من خلال التضليل والتزييف حربهم عليها بعدما اتخذوا من عملية قلب الحقائق وتزييفها وفبركتها وحضروا لها كل مايلزم من مخرجين ومنفذين وفنيين وغير ذلك ممن يعيلهم في رسم ما دار في مخيلتهم من خلال ما سمي حرب الصورة ونقلها على ذهن المتلقي لكسب المزيد من استعطاف الرأي عبر الصورة المشوهة للحقائق لتحقيق ما رموا إليه إلا أن شيئا مما رسموه لم ولن يتحقق لأن السوريين ادركوا منذ البداية أنهم يتعرضون لهجمة إعلامية ولكن الإعلام رغم أهميته لا يتفوق على الواقع ويمكن أن يكونوا أقوى في الفضاء لكننا أقوى على الأرض من الفضاء ومع ذلك نريد أن نربح الأرض والفضاء كما قال السيد الرئيس بشار الأسد، ورغم العقوبات الخارجية التي فرضت على اعلامنا فإنها لن تخمد اصواتنا وسيواصل إعلامنا بكل وسائلة الرسالة المنوطة به كافة و سيبقى ينقل صوت الحق والحقيقة على الأرض التي تحاول قنوات الفتنة وسفك الدم السوري تشويهها وسيبقى المقاومة لحماية دور ومكانة سورية وتحصين فعلها الحضاري الانساني في المنطقة والعالم.
أما بالنسبة للإذاعة السورية فهي تساهم في تحقيق أهداف الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون وذلك من خلال بث البرامج والأعمال الدرامية الإذاعية ، وإعداد خطط البرامج الإذاعية الدورية والاستثنائية وبرامج المناسبات الوطنية والقومية والعالمية والعمل على تنفيذها ، بالإضافة إلى رصد الأحداث الداخلية والخارجية وتغطيتها ، وقد تأسست أول إذاعة عربية سورية في السابع عشر من نيسان عام 1946 وافتُـتحت يوم الجلاء باحتفالاتٍ أقيمت بهذه المناسبة ، واستمر البث ست ساعاتٍ متواصلة ، وكانت تعمل هذه الإذاعة بقوة ( 5 , 7 ) كيلو واط على الموجـات القصيـرة ، أما استديو البث فقد كان عبارة عن غرفة من دائرة مصلحة البريد .