حتى عام 2000 لم يكن هناك سوى مؤسسات إعلامية حكومية، وبعض الصحف الخاصة أصبحت مؤسسات إعلامية حقيقية، تعمل بأنظمة وقوانين خاصة بها، وأصبحت لها تجربتها ودورها في واقع الإعلام السوري.
وفي عام 2001 صدر قانون المطبوعات الحالي المعدل تعديلاً طفيفاً عن قانون المطبوعات الذي صدر عام 1949، مما عرضه لانتقادات كثيرة من الإعلاميين والصحفيين من الداخل والخارج لكنه فسح المجال لورود طلبات ترخيص بالمئات لإصدار مطبوعة، نظراً لسهولة الشروط الأساسية لذلك، مثل أن يكون الشخص طالب الترخيص حاملاً شهادة جامعية فقط، كما أنه بموجب هذا القانون تم الترخيص لـعشرات المطبوعات وتم صدور مرسوم تشريعي في عام 2002 أتاح التعامل مع العمل الإذاعي، وتم ترخيص 13 إذاعة تجارية تبث على موجات إف ام . وانطلاقاً من الحاجة إلى وسائل إعلامية تعمل جنباً إلى جنب مع الوسائل الحكومية للدفاع عن سورية فقد تم اللجوء إلى المؤسسة العامة للمناطق الحرة التي لديها قانون عمل يتحدث عن إنشاء مدينة إعلامية، وتم التوصل إلى مسودة عمل لإطلاق مدينة إعلامية حرة، ليس لوزارة الإعلام سلطة مطلقة على عملها، وكان صدور صحيفة الوطن، وصحيفة بلدنا، على هذا الأساس بالإضافة لقنوات فضائية خاصة منوعة وإخبارية أنشئت فيما بعد كقناة الدنيا والإخبارية وشام إف ام ناهيك عن العديد من المواقع الالكترونية الإخبارية والاقتصادية والمنوعة .
إن السعي لتطوير الإعلام
السوري هو ببساطة السعي إلى زيادة عدد جمهوره الإعلامي، وتأسيس مصداقية خاصة بوسائلنا الإعلامية، شريطة الحفاظ على الثوابت الوطنية التي تشكل المنهاج والهدف المتفق عليه من قبل الشعب وقيادته، لتحقيق مصالح سورية وتحرير أرضها ودعم القضايا العربية. ومن أبرز الحقائق التي يجب ذكرها تبني سورية لمشروع إصلاحي فيما يخص الإعلام لتطوير السياسة الإعلامية وتحديث مؤسساتها المقروءة والمسموعة والمرئية.
وأتى قانون الإعلام الجديد ليعزز دور الإعلام الوطني بشقيه الرسمي والخاص في وقت أصبحت فيه الحاجة ماسة لمواجهة الهجوم الإعلامي على سورية ،وهو من القوانين التي صدرت ضمن برنامج الإصلاح الشامل فالأزمة في سورية أظهرت الحاجة إلى قانون يوفر البيئة لتأسيس وسائل وقنوات إعلامية تعمل إلى جانب الإعلام الرسمي .
ولا أحد ينكر الدور الذي لعبته القنوات الإعلامية الخاصة المقروءة والمسموعة والمرئية في تغطيتها للأحداث التي تعيشها سورية إلى جانب المؤسسات الإعلامية الرسمية وما قامت به هذه المؤسسات ونهوضها بمسؤوليتها بالعمل على توعية كافة الأطراف الوطنية وخاصة المواطن، الطرف المحوري، توعيته بماهية وأهمية دوره، وما ينتج عن تعاونه من إيجابيات في سرعة التحول السياسي و الاقتصادي والاجتماعي .