والاجتماعية تشير إلى أن حالات الطلاق تزداد خلال فصل الصيف، ويحاول الخبراء وضع الحلول المقترحة لتلك الأزمة بعيداً عن الانفصال.
واختيار الزوج لزوجته قبل الإقدام على الارتباط بها يعتبر الحل الأولي للخلافات المتوقعة بعد فترة قصيرة من عمر هذا الزواج، ويجب أن يعمل كلا الطرفين على فهم الآخر وتقريب وجهات النظر وتقديم بعض التنازلات حتى تستمر الحياة، وعموماً يجب أن يدرك الطرفان أن الحياة ليست رحلة سعيدة وإنما توجد بها الهموم والمرح والمسؤولية والترفيه.
والخلافات الزوجية لا تنشأ من الطرفين فحسب وإنما هناك العديد من العوامل الخارجية التى تهدد استقرار الأسرة، ومنها الأهل والجيران والخوف من المستقبل وكبت المشاعر وتبلد الأحاسيس بين الزوج وزوجته ما ينتج عنه الاكتئاب والخرس الزوجي.
وتشير دراسات اجتماعية إلى أن الحل ممكن بأن يتجنب الزوجان العصبية والشعور بالإحباط وأن يجعلا الحوار الهادئ وسيلتهما للتغلب على أعباء الحياة، وأن ينظرا إلى الحياة كمشاركة فى كل شي وتفاهم وحب، وبعد أي خلاف يجب على المرأة تلطيف الأجواء ولو بأقل الإمكانات كجلب الحلوى أو الخروج لنزهة لأن الزوج في أحيان كثيرة قد تتوه عنه تلك التفاصيل النفسية المهمة في غمرة انشغاله بالعمل وجلب الأموال.
ويعتبر الحب والتعاون أساس نجاح الزواج ولكن للأسف قد ترغم الفتاة على الزواج من شخص لا تحبه ولا تعرف عنه شيئاً بسبب ضغوط العائلة وحتى لا يصيب اسرتها الإحباط والفشل من تأخر سن زواجها؛ ولا تفكر العائلة هنا من عواقب تلك الزيجة المادية المتسرعة، والأهم من ذلك أن المرأة إذا ما أحبت زوجها غفرت له أي خطأ أو نقاط سلبية قد يعاني منها من غيرة وأنانية وعصبية، وهو بدوره يتحملها في الظروف المختلفة لأن الحياة لا تدوم على حال واحدة من سعادة وحزن بل متقلبة وحسب المزاج والظروف.
ورغم ذلك لابد من وجود قدر معقول من الراحة النفسية والتفاهم، وهذه كلها عوامل أساسية لنمو الحب واستمراره.. ومن هنا فإن نجاح الحياة الزوجية لا يشترط أن يسبقها قصة حب طالت أم قصرت.. وإنما يشترط أن يسبقها تفاهم واقتناع وثقة واستعداد نفسي لنمو هذا الحب مع مرور الأيام.
فهناك نوع من الحب يبدأ بعد الزواج، وحب آخر ينتهي عند تكرار التصادم مع ظروف الحياة وكم الطموحات الكبير والإمكانات المحدودة للزوجين والتي تختلف من أسرة إلى أخرى، وهنا تبرز أهمية التنشئة السليمة في الأسرة، فالأطفال الذين يكبرون في جو من الود والتفاهم ينتقل إليهم هذا الأسلوب في حياتهم، فيتحملون المسؤولية وتزداد لديهم الثقة بالنفس في ظل احترام متبادل بين الأبوين من ناحية وبين الأبوين والأطفال من ناحية ثانية، فتكون العلاقة قائمة على الإقناع».
والزوجان يمكنهما التغلب على الملل والمشاكل الروتينية باتباع خطوات بسيطة مثل تغيير نظام الغرف وتغيير الأثاث بما يعطي بهجة للمكان أو الخروج في نزهة أو السفر للمصيف».
والزوجة يجب أن تدرك أن بيت الزوجية هو الحس الهادئ الذي من المفترض أن نحتفظ فيه بالدفء والحب، وهناك وصفة متقنة لها مفعول السحر للبيت السعيد يعتمد تطبيقها على الزوجة أولاً، مع وجود التوافق الروحي والإحساس العاطفي، والذي يولد عن طريق تبادل حسن الظن، والثقة بين الطرفين، بجانب استعداد الزوجين لحل ما تتعرض له الأسرة من مشكلات، فالعديد من المشكلات تنشأ من عدم تقدير أحد الزوجين لمتاعب الطرف الآخر وتضحياته لتستمر الحياة وتلبية طلبات الأبناء، ومن الملاحظ أن الطلاق هنا يحدث لأسباب تافهة في أحيان كثيرة لكنها تتطور تدريجيًا، والطريق إلى السعادة الزوجية يبدأ بتبادل الاحترام بين الزوجين، فكثيرًا ما يهدم البيت بسبب تطاول طرف على الطرف الآخر، وأيضاً حب التسلط، ولذلك يجب الحرص على عدم تبادل الإهانات بين الطرفين، لأنها تظل راسخة وتوجد جدارًا يصعب معه الوصول للسعادة.