في العالم النامي! و(إنهاء الاستبداد, بدعم منا!!) وواصلت إن أسلوب الحكم الخاص بنا سينجح !! لا لأنه متفائل وواقعي!! بل لأنه يستند إلى منطق استراتيجي !! للحقائق الجديدة التي نواجهها !! ). إنها تقصد منطق القوة.
وأكد على ذلك ( نعوم تشومسكي ) عالم اللسانيات الأميركي بالقول: إن القوة الأمريكة لاتحمي العالم ولكنها تساهم في توتره وعدم استقراره..والشاهد على ذلك ماحدث قبل غزو العراق عندما تحدى بوش الأمم المتحدة التي ظلت رغم مشكلاتها وعيوبها رمز الاستقرار والسلام في العالم, وباعتقاده أنه يريد أن يحمي العالم حتى إذا كان معنى ذلك التمرد على الأمم المتحدة, أصبح بوش هو السببب الرئيسي, لما يشهد والعالم اليوم من عدم استقرار والآن وبعد مرور سبعة أعوام على أحداث الحادي عشر من أيلول, وقد جرى تحت الجسر ماء كثير منذئذ يجعل المرء يقف ليسأل ما المحصلة في حرب الرئيس الأمريكي على الإرهاب, وقد كان لها مردودها السلبي والسيئ في كل اتجاه وصلت إليه, وهو السؤال الذي عنى به الأمريكيون قبل غيرهم بكل تأكيد. ونقول إن المردود والعائد سلبي وسيئ, لأن الحرب لم تحقق أهدافها المعلنة, ومع ذلك تبعتها خسائر أخرى على الصعيد الأمريكي والدولي في آن واحد, فالهيبة والسمعة الأمريكية الخارجية والقدرات الأخرى التي تميزت بها وعرفت بها, هزتها هذه الحرب على الإرهاب, ونالت منها بقدر كبير. بحيث لم يعد هناك من نجاح يشار إليه.
إن الحرب على الإرهاب , والأمر كذلك لم تحقق أهدافها المباشرة, بل أضافت إلى ذلك الفشل في مجالات أخرى منها السياسي والدبلوماسي والاقتصادي وقد تجسّد ذلك كله في تراجع السند الشعبي والرسمي الذي تمتعت به فكرة الحرب بادئ الأمر, ذلك أن أكثر من 60% من الرأي العام في أمريكا لم تعد تدعم سياسة الإدارة الأمريكية الحالية المعروفة بالحرب الاستباقية على الإرهاب, وقد انكشف المستور في كل مفردات وآليات هذه الحرب التي كلفت المواطن الأمريكي الكثير وعرضت مستقبله واستقراره وأمنه القومي للخطر.
لقد أقدمت الإدارة الأمريكية على تطبيق مبدأ الحرب الاستباقية والحملات العسكرية ومايسمى (مكافحة الإرهاب ) لتسهيل القيام بإحداث تحولات في الديناميات ومايسمى البيئة الخاصة التي تدّعي هذه الإدارة أنها أوجدت الإرهاب والأصولية, لتسوغ هذه الإدارة الشروع بخطوات لتغيير الأنظمة القائمة في العالم العربي. كما تستهدف في الوقت نفسه منظومة العوامل النفسية والثقافية والتراثية التي توحد هذه الدول والأمة, وذلك لتحقيق هدف أعلى منه في إعادة تركيب منطقة الشرق الأوسط بما يتضمن استيعاب وإلحاق ودمج المجال الحيوي الجغرافي للنفط و ( اسرائيل ) في المنظومات الدولية الأمنية والسياسية والاقتصادية للامبراطورية الجديدة ..وهكذا تنهار قيم المجتمع الرأسمالي بقيادة أمريكا في الدعوة لحقوق الإنسان والحريات والديمقراطية, وهكذا يبدو للعالم الوجه الحقيقي لأمريكا الذي لايعرف غير المصالح الضيقة الأنانية, ولم يعد بعد اليوم خافياً ذلك الوجه القبيح لأميركا مهما حاولوا تجميله بمسوغات واقعية زائفة.
إن الأعاصير التي تجتاح عالم اليوم جراء السياسة الكارثية الأميركية التي قلبت الموازين, جعلت العالم في حاجة إلى قيادة حكيمة تعبر به مجاهل الفوضى والطغيان وتقوده إلى عالم العدل الحقيقي.
كاتب سوداني