وتيمور الشرقية مثل كوسوفو وأفغانستان والعراق وإيرلندا الشمالية تواجه صعوبات كبيرة في بناء جيش وقوات أمن وشرطة تحظى بتأييد جميع السكان.
وكان رئيس وزراء تيمور الشرقية- شانانا جسما و الذي نجا هو الآخر من محاولة اغتيال قد قال: إن الهجمات الأخيرة هي من تدبير ألفريدو رينادو الذي فرض الخدمة العسكرية عام 2006 بعد مشاركته في تمرد فاشل, أغرق البلاد في حالة من الفوضىdisorder وأدى إلى قدوم جنود دوليين لحفظ السلام في البلاد و ذلك قبل أن يلقى رينادو مصرعه في الهجوم الأخير على منزل الرئيس لا يستغرب المراقبون كثيراً تورط رينادو في تلك المحاولة لأنه هدد في الآونة الأخيرة بالتصدي للحكومة التي حاولت التفاوض معه من أجل تسليم نفسه ونزع سلاح رجاله, ولكنها فشلت في ذلك, ويعتقد هؤلاء المراقبون أن مصرعه قد يضعف تماسك جماعته من جهة وتعزيز الدعم الشعبي popular support لرئيس الدولة ورئيس الوزراء, لكن المراقبين يرون أيضاً أن الجرأة التي تمت بها محاولة اغتيال الشخصيتين الرئيستين في البلاد, ربما تكون قد قوضت الثقة في قوات أمن تيمور الشرقية, إضافة إلى ذلك فإن تلك المحاولة أظهرت تعقيدات عملية للمصالحة في تلك الدولة الوليدة التي تعد من أفقر الدول في جنوب شرق آسيا, حيث عانى شعبها من ويلات الصراع, واستغلت العصابات الإجرامية ظروفهم في تجنيد العديد من الشبان الذين يعانون من البطالة بسبب الانهيار الاقتصادي في تيمور الشرقية.
تيمور الشرقية هي جزء مما يطلق عليه الخبراء العسكريون قوى عدم الاستقرار الواقع إلى الشمال من استراليا والذي يشمل دولاًَ مثل غينيا الجديدة وجزر سولمون وقد تميز تاريخها الحديث بالعنف والاضطرابات والصراعات الداخلية وكان رئيس الدولة راموس هورتا ورئيس الوزراء جو سماو من اللاعبين الرئيسيين الذين لعبوا أدواراً مهمة في أحداث تلك الدولة ففي سنة 1947 بعد أن ضمت اندونيسيا تيمور الشرقية وهي مستعمرة برتغالية سابقة تحول راموس الصحفي السابق إلى دبلوماسي متجول يسعى للدفاع عن قضية استقلال تيمور, وقد ناضل في المنفى من أجل فضح الاستعمار العسكري لبلاده وأصبحت قضية تيمور جزءاً رئيساً من الأجندة الدولية وفي عام 1996 حصل راموس على جائزة نوبل للسلام تقديراً لدوره , وفي الوقت نفسه كان جسماو يقود المقاومة ضد الحكم الاندونيسي حتى تم القبض عليه وترحيله إلى جاكرتا العاصمة الاندونيسية ووضعه في السجن.
وفي استفتاءPOII رعته الأمم المتحدة في عام 1999 صوت سكان تيمور بأغلبية كاسحة على انفصاله عن اندونيسيا, وقد أدت نتيجة هذا الاستفتاء إلى اندلاع موجة واسعة من العنف على أيدي ميليشيا مدعومة من اندونيسيا حيث مارست قواتها سياسة تدمير البلد قبل أن تكمل انسحابها من الاقليم الذي أعلن استقلاله عام2002 بعد وضعه تحت إشراف الأمم المتحدة لثلاث سنوات ليصبح أول دولة جديدة تنشأ في القرن الحادي والعشرين.
ما حصل أخيراً من محاولتي اغتيال لرئيس تيمور ورئيس وزرائه هو للتذكير بأن بناء دولة يستغرق سنين طويلة وأن سيادة واستقلال بلد هي بداية عملية طويلة وليست النهاية.