|
الأنوثة المتمدنة..! رجل و امرأة للأسف نجد الكثير من النساء اللواتي شغلن بشكليات الحياة المعاصرة أكثر مما أغرتهن معانيها وقيمها وأبعادها, فانجررن بحماسة وراء مقتضيات الأناقة ومتطلباتها التي روجت لها الاعلانات والبرامج التلفزيونية المتخصصة في الجمال والحفاظ على الشباب ولم تغرهن بالقدر عينه قضية جوهرية من مستوى التحرر الاقتصادي وما يتبعه من استقلالية فكرية ونفسية. وليس من الانصاف في شيء أن نلقي بتبعات حصادنا الهزيل من المكتسبات على ذكورية الرجل, فالرجال كلهم ذكوريون حين يوضعون على المحك, فلا ننتظر من صاحب سلطة أن يتنازل وبمبادرات ذاتية عن مكتسبات تاريخية ولو كان ذلك لسواد عيني امرأة أو اخضرارهما. فالقضية تتجاوز حدود الود والحب لتغشى مناطق ذات حساسية مفرطة في حسابات الرجل الاجتماعية وكرامته من وجهة نظر تقليدية. ومن جانب آخر فعجيب أن ثمة من لا يزال يأنف من مهمات نبيلة لأنها لا تليق بالأنوثة المتمدنة علماً بأن نساءنا لم يكن من قبل عاطلات عن العمل أو طالبات بطالة, بل كن فلاحات مزارعات أو بدويات كادحات تقاسمن مع شركائهن نبض الحياة وصبر المكابدة وهؤلاء النسوة لهن وريثات اليوم وضعن خميرة الجدات في عجينتهن التي صنعنها من غزير معرفة وفولاذية إرادة. Thawra ">zein@yahoo.com
|