إنني احملها مسؤولية ما حدث, كان حبنا بوسع الدنيا, لكنها انشغلت بوظيفتها وازدياد طموحها, وجريها الدائم وراء المزيد من الأوسمة والألقاب, التي أبعدتها عن أسرتها, وجعلت حبنا يفتر, ومشاعرها نحوي تذوي وتذوب.
بدأت تبني حياتها الخاصة بعيداً عني, عملها وحياتها كامرأة مستقلة صارا يلتهمان حيزاً كبيراً من اهتمامها, اتسعت الهوة وازدادت مرارة الغربة وثقلها بيننا.
وأستغرب كيف نجح الولدان في متابعة دراستهما بتفوق ودون مشكلات في بيت لا يعمره أب ولا أم, ولعلهما الشيء الوحيد الذي خرجنا به من مسيرة زواجنا الفاشلة.
لقد دفعتني إلى علاقات نسائية, أغرمت خلالها في حدود المعقول بنساء يفهمن قواعد اللعبة, ولم ينتظرن مني أكثر مما قدمته لهن, قضيت معهن وقتاً ممتعاً, وكنت أعود في كل مرة إلى بيتي واللهفة تسبقني, لكنها لم تكن دائماً في انتظاري كما كنت أتمنى.
الماضي لن يعود والحاضر محبط ومهين, لم أعد اتحملها ولم تعد تتحملني, ما علي إلا أن أضع كبريائي جانباً واستجيب لطلبها بالانفصال, إنه الحل الوحيد.