فقد كان أهل حران في سورية يقولون إن الشعوب التي تعتقد بأنوثة القمر, وتعبده تسلم قيادتها لنسائها أما الشعوب التي تعتقد بذكورة القمر فإن الغلبة لرجالها.
والقمر بإيقاعه يحكم حياة المرأة فنوره متبدل ومتغير, يشرق في الليل, ولكن شروقه لايتواقت مع ابتداء الليل كما يتواقت شروق الشمس في ابتداء النهار, بل يبدو أن شروقه تابع لمزاجه الخاص,فقد نراه في المغيب ثم يغوص نحو الغرب وقد يطلع من الشرق في أوائل الليل أو في وسطه أو نحو نهايته أو قد لايطلع أبداً تاركاً سماءنا مظلمة, فهو كالأنثى المتقلبة المزاج الغريبة الأطوار.
ومن ناحية أخرى فإن حياة المرأة الفيزيولوجية والسيكيولوجية ذات طبيعة قمرية وإيقاع قمري, فهي مرتبطة بدورة شهرية معادلة لدورة القمر, وقد كان سكان بلاد الرافدين يعتبرون تمام البدر يوماً تحيض فيه عشتار, وتستريح من كل أعمالها.
وفي اللغات الحديثة : إن للقمر علاقة بخصوبة النساء ففي غرنيلاد يقولون إن القمر هو الذي ينفخ الحياة في أرحام النساء, وفي نيجيريا يقتصر دور الفعل الجنسي للرجل على تسهيل مهمة القمر الذي يعتبر المسؤول الحقيقي عن الحمل, وتقوم المرأة المتزوجة في بعض قبائل هنود تكساس بالوقوف عارية في وعاء مملوء بماء تم تعريضه لضوء القمر, وفي بعض روايات ولادة بوذا أنه قد ولد من عذراء لقحها ضوء القمر.
وفي أوروبا الوسطى اليوم تحذر الفتيات بعضهن البعض مازحات من الشرب من ماء بركة ينعكس عليه خيال القمر لكي لاتحملن, وفي مقاطعة بريتاري في فرنسا يتندر الناس بالقول إن على المرأة ألا تكشف أجزاءها السفلية تحت ضوء القمر وإلا حملت منه وفي أنحاء كثيرة من العالم مازالت النساء ترفع المولود الجديد عالياً نحو القمر ليبارك نموه.