لا أستطيع أن أشكك في قوة المشاعر التي ربطتنا, كل شيء في عالمنا كان يبشر بالخير,
ولم أكن أتصور يوماً أن ينتهي بنا الأمر إلى العيش كغرباء تحت سقف واحد.
إنه يتهمني بأنني المسؤولة عما وصلنا إليه لأنني تابعت دراستي الجامعية وبدأت أكوّن شخصية مستقلة, كانت حياتي المهنية تتطور, ولم انتبه إلى أن حياتي الزوجية بدأت تتدهور, لم اعتقد أن سعيي وراء المزيد من الطموح سيبعدني عنه.
ترأست الجمعيات وأقمت الندوات المختلفة ولائحة من المشاغل التي اعتقدت أنها ستجعله يفتخر بي وبما وصلت إليه.
لكنه لن يكون عادلاً إذا لم يقر أنه أيضاً كان مشغولاً بوظيفته, وبأشياء أخرى لا يعترف بها, وثمة أشياء كثيرة لم يسمح لي بمناقشتها معه, سافر مراراً داخل البلد وخارجه, قابل نساء كانت له معهن قصص وحكايات اعتقد أنني لا أعرفها.
لم يعتبر أنه خانني, لقد قرر أن من حقه كرجل أن يكسر جو الملل والرتابة الذي ادعى أنه يهدد حياتنا الزوجية.
انتظرت حتى كبر الولدان وطلبت الطلاق, إنه يشعر بالغبن والخيبة لأنه لم يسبقني إلى طرح المسألة, يرفض كبرياؤه الفارغ أن يأتي الاقتراح مني, ويغريه التلكؤ في الاستجابة لطلبي ويتظاهر بالرفض, فقط لكي يشعر أن الحل أولاً وأخيراً في يده لأنه الرجل.
يود أن يراني أبلع -كما يقول- غروري واعتزازي بنفسي,لكن في النهاية سيكتشف أن كبرياءه لن يفيد ولا حل سوى الطلاق.