ولم تقل صراحة أن العقدة بالدرجة الاولى هي نتيجة تراكمات الكبت وقهر الفطرة البشرية, فهي غريزة انسانية موجودة في الاعماق وفي التكوين ولا علاقة لها بالمحيط والتربية.
ولاتشكل محاربة هذه الغريزة الا فشلاً في تربية أبنائنا مع عصرنا هذا الذي يترافق فيه الاهتمام بالصحة والنماء مع الانفتاح. والمقصود بالفشل هنا أنه لا تتوافر لدى مراهقينا المعلومات الضرورية الكافية عن أجسادهم ونضوجهم, وكيفية الحفاظ عليها, أو غير ذلك من جوانب صحتهم الإنجابية وفي ظل غياب المعلومات التي لم نوفرها لهم , وكذلك وسائل إعلامنا حول هذه الموضوعات, ويذكر أغلب الذين تستطلع آراؤهم أنهم تعلموا ما يعرفونه من تلقاء أنفسهم أو عن طريق الملاحظة, ومن وجهة نظرهم يبدو أنه حتى الآن ثمة ثقافة صمت تحيط بالنقاش حول القضايا المتعلقة بالبلوغ.
اذاً لن يفيدنا في هذا الموضوع الا تمكين النشء من قدرته على اتخاذ قرار المحافظة على صحته وجسده بنفسه سواء كان فتى أو فتاة, وأثناء ذلك علينا أن لانمارس خطأ الخلط في الموضوع وذلك بالدمج بين الجانب العاطفي والميل الفطري وما يعبر عنه ب (طاقة الحب) وبين الجنس .
وفي ظل اجواء الفوضى و الضجيج من الضخ الكثيف لما يوقظ الغرائز يمكن الاقتراب من الفتى أو الفتاة أكثر والاصغاء إليهما, وترشيد طاقة الحب بما يحمي الشاب والشابة من مخاطر الكبت وآثاره.