أجاب ايكو:(هذا سؤال صعب بحيث لا استطيع أن أجيب إلا بالقول إنني في الحالتين أكتب من اليسار إلى اليمين).
أمام إبداعات كتاب من طراز امبرتو إيكو حتماً تشغلنا أسئلة مثل كيف يفكرون? كيف يشعرون? كيف يحزنون?
وتشغلنا تخمينات تتعلق بالأجوبة الصحيحة أو المعقولة لتلك الأسئلة رغم أن كتابة الرواية هي مسألة تفترض - عادة- مخطوط سالف لها قبل انجازها على الورق وروايات مثل اسم الوردة وشيفرة دافنشي تحيلنا فورا إلى تخيل الكاتب وقد قرأ أبحاثا كثيرة تتعلق بالمعلومات الكثيرة التي تسردها لنا الرواية عبر فن القص. لكن ثمة أعمال أخرى تشبه الشعر إلى حد كبير حين نقرؤها تسرب إلينا شعور حقيقي بأن كلماتها خرجت من صاحبها تحت وطأة خنجر مشاعر قديمة تكاد تؤطر الكاتب بوشمها إلى أن ينجح بإخراجها أخيراً ربما متوهماً استئصالها.
بعض الأعمال تومئ إلى أن الكاتب قد كتبها بعد أن راوغ قلمه الورقة كثيرا كطريقة لجس نبض شيء خفي مجهول لا يعرفه حامل القلم إن كان هذا الشيء موجوداً في قلبه أو عقله أو على الورق الذي ليس إلا ممرضاً آني يعرف الوقت المناسب لتنخلع الكلمات أخيرا.
ربما الأعمال الرائعة التي سجلت نفسها كروائع في أذهاننا كتبها أصحابها بعد أن عاصروا جحيم العاطفة القدر, الذاكرة, واستطاعوا كالسمندل النجاة من لهب نيرانهم ليرووا لنا روائع.