وهكذا فإن في أميركا ألوفا من العرب الذين هاجروا من بلادهم العربية إلى أميركا بسبب الأجر العالي الذي تمنحه المؤسسات الأميركية لقاء البحث العلمي.
على أن الأجر العالي لا يكفي لهجرة الأدمغة بل لابد أن يكون في بلد الهجرة الجو المناسب للبحث العلمي. إنك لا تستطيع أن تقوم بالبحث العلمي والاختراع والاكتشاف في بلدنا كما تقوم فيه في أميركا.
الجو العلمي موفور في أميركا وأنت تستطيع أن تخترع وتكتشف بشكل لا يمكن أن يتيسر لك في وطنك. وهكذا فإن العالم المصري مثلا لا يستطيع أن يقوم بالبحث العلمي في مصر كما يقوم فيه في انكلترا أو في أميركا أو سواهما ومن المؤسف أن معظم الجامعات العربية خالية من البحث العلمي.
والبحث العلمي يجب أن يبدأ في المدرسة الابتدائية وأن يستمر حتى الجامعة. والناس في بلد مثل أميركا يتبرعون للبحث العلمي بسخاء أما نحن فلا نعرف أن نتبرع إلا لبناء المساجد. جميل جدا أن نتبرع لبناء المساجد ولكن جميل أيضا أن نتبرع لبناء المدارس والمستشفيات والمخابر وغيرها من المؤسسات التي تعود على الناس بالنفع, كذلك من الأمور التي لابد منها لكون الجامعة جامعة إلا إذا كان فيها بحث علمي بالمعنى الصحيح.
إننا مطالبون بإدخال البحث العلمي إلى الجامعات والأنفاق في سبيل هذا البحث بسخاء من الحكومة والناس القادرين ماليا.
إن في جامعاتنا مع الأسف الشديد طلابا لايعرفون أساتذتهم ويكتفون بقراءة المقرر ثم تقديم الامتحان فيه إن هؤلاء ليسوا جامعيين وشهادتهم لاقيمة لها. ولكي نحافظ على أدمغتنا يجب أن نجزي المعلم الجامعي جزاء وفيرا وأن نهيئ له في الجامعة جو البحث العلمي وبذلك فقط نتخلص من صفة التخلف ونرقى إلى رتب الأمم المتقدمة.