بعد باريس وفرانكفوت, ولأول مرة في تاريخه يفتتح الرئيس الايطالي معرض هذا العام ويوليه دعماً معنوياً واعتبارياً.. الهدف من ذلك هو ان الرئيس نابوليتانو يريد نزع فتيل الجدل الذي هز ارجاء ايطاليا منذ ان اختار منظمو المعرض اسرائيل ضيف شرف لهذا المعرض ودعوة الكتاب الاسرائيليين بمناسبة مرور ستين عاما ً على اقامة كيانهم الامر الذي اثار وابلا من الاحتجاجات من كل المدافعين عن القضية الفلسطينية.. الدعوة الأولى لمقاطعة المعرض جاءت من اتحاد الكتاب العرب لكن من استأنف الدعوة هم عدد من المفكرين الايطاليين وعلى رأسهم الفيلسوف جياني فايتمو ومما قاله: انصار المقاطعة لايطالبون بمنع الكتاب الاسرائيليين من الحضور او المشاركة بالكلام ككتاب لكن نرفض ان يأتي هؤلاء كممثلين لدولة تحاصر الفلسطينيين وتحتفي بعيدها الستين بحصار غزة وقتل الابرياء.
ردود الأفعال تعددت وتباينت حول هذا الموضوع فعدد من الكتاب الايطاليين والاسرائيليين شجب هذا الموقف الكاتبان الاسرائيليان ديفيد غروسمان وعاموس عوز قالا: لا توافق بين الثقافة والمقاطعة بالمقابل الشاعر أهارون شابتاي تفهم وضع المقاطعة ورفض الدعوة الى معرض الكتاب في باريس ( 14-19 آذار) والذي ايضا دعيت فيه اسرائيل كضيف شرف وقال اهارون: لا أرى في دولة تستمر في احتلالها وترتكتب يوميا جرائم ضد المدنيين ان تكون جديرة لأن تدعى الى اسبوع ثقافي ايا كان .
وتعالت اصوات اخرى تطالب كل أصحاب الضمير من رجال ونساء ان يقاطعوا معرضي تونتو وباريس لأن ضيف الشرف هو بلد لا يحترم حقوق الشعوب وكرامتها , وأمام رفض مسؤولي تورنتو تغيير برنامج المعرض اغتاظت النفوس وهاجت الافكا رلدرجة ان عبارات التنديد وادانة ( الهولوكست الفلسطيني) غطت الجدران وخاصة البناء الذي سيقام فيه المعرض.. واحتلت مجموعة من المناهضين بشكل رمزي مكاتب المعرض في الرابع من هذا الشهر متوعدين بأعمال أخرى في العاشر من أيار ثم زادت حدة التوتر بعدها إثر حادثة غريبة وهي اكتشاف مجموعة نشرت لائحة مؤلفة من 162 اسم استاذ جامعي متهمين بالترويج لاسرائيل والدفاع عن مصالحها . هذه اللائحة السوداء اثارت انفعالا كبيرا في ايطاليا وعلى هذا الاساس قبل الرئيس نابوليتينو دعوة اللجنة المنظمة للمعرض وذلك لتكون مناسبة للتنويه الى هذا الموضوع ولفت النظر الى رسالة السلام واعتبارها مهمة من مهمات الثقافة والادب وكان الرئيس الايطالي قد تلقى قبلها بأيام دعوات مماثلة وجهت اليه من اربعين شخصا من الفنانين والمفكرين ورجال سياسة.
ايضا توجه قائد الاوركسترا المعروف ريكاردو موتي الى محافظ فينيسيا ما سيموكاتشياري للاهتمام بهذا الأمر واتخاذ التدابير اللازمة.