تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


(هوامش) و (أجزاء) تحكي تفاصيل الحب

شؤون ثقا فية
الاربعاء 27/2/2008
لميس علي

(الحب يجمعنا فنصير بشراً ثم يكسرنا لأجزاء)...

هي ذي إذاً اجزاء أمجد طعمة المنبعثة من أقوال (نسمة) الذي لم تعرف مهنة له إلا الحب .‏

ومن أجزائه وهوامش طلال سلمان تكون متن ممسرح‏

الامر الذي يضعنا في مواجهة سؤال: هل يحسب لأمجد خوضه في هكذا تجربة.. أم أن عدم وجود نص مسرحي بالأصل يثير قضية عدم شرعية العروض المقدمة?‏

هل يجوز اقتباس أي نص مهما كان جنسه الأدبي , أو حتى أي فكرة..ومسرحتها?..‏

هل يشكل ذلك ضعفا في بنية العرض المقدم, أم ان في الأمر تحدياً من نوع خاص تجرأ (طعمة) في الإقدام عليه,لينجح في ترك أثر وبصمة خاصة.‏

لم يأت مخرج عرض (أجزاء) الى نص جاهز مكتفياً باخراجه على الخشبة وحسب, بل استوحى (فقط) الافكار المطروحة في العمل . مجرد افكار اقتبسها وألبسها كلماته وصياغاته ورؤيته الاخراجية, لتبدو في النهاية -أي الافكار - شخوصا على الخشبة, يجمع بينهم الحب ,الموضوعة القديمة لكن الحديثة بطرق تناولها وتقديمها .‏

هناك ثلاثة ازواج أو ثلاث ثنائيات عشقية تقدم الحكاية من خلالهم وبتعبير أدق لم تكن حكاية بمقدار ما كانت حالات عاطفية بين الطرفين المتحابين بمعنى لم يكن هناك حدث درامي حقيقي يتصاعد وصولاً الى الذروة ثم نزولا باتجاه الحل.‏

وانما قدمت حالات وتناقضات المحبين, حالات ما بين التجاذب والتنافر , ما بين الرغبة والصدود, الخيانة والمغفرة, الوجع والفرح, الكذب والصدق, البوح والصمت ..‏

وكلها ثنائيات هي الاخرى عبر عنها عن طريق الثنائيات المشخصة,أي بواسطة وجود ستة ممثلين كل اثنين منهم , و ثنائي عشقي..‏

وبذلك كان يمكن للمتلقي ان يرى نفس الحالة المتناولة عبر ثلاثة اشكال او ثلاثة قوالب. فهناك الثنائي الراقص (لاوند هاجو, لميس منصور) والثنائي الكلاسيكي الذي يتحدث الفصحى (أيهم آغا, لما الحكيم) والثنائي الثالث المعاصر الذي يتحدث اللغة المحكية (رغدا شعراني, شادي مقرش), وكلهم سيقدمون الحالة عينها..‏

وهنا مكمن اللعبة الاخراجية التي تقصدها طعمة.. إذ لا جديد يطرح على صعيد الموضوع.‏

هناك قالب فني اعتمد تكرار الحالة وعرضها من وجهات نظر ثلاث, أي قدمت الحالة الجزئية من ثلاث زوايا رؤية مختلفة.‏

وبالتالي بمقدار ما سنلاحظ تشابها, سنجد بنفس الوقت شيئاً من التضاد او التناقض. وبتعبير أخف سنجد شيئاً من الاختلاف والتمايز في أسلوب طرح حالات وتبدلات كل ثنائي على حدة.‏

وعليه فإن كل ثنائي قد يكون في حين من الاحيان بمثابة المرآة لأحد الثنائيين الآخرين, من حيث جوهر الحالة , على الرغم من اختلاف الشكل الخارجي وتمايز اسلوب التعبير .‏

إذاً هناك نية مسبقة عند المخرج لاعتماد التشابه في الحالة واختلاف الاشكال المعبر بها عنها (معاًَ). وهو الجديد الذي اشتغل عليه طعمة منضماً بذلك الى المخرجين الشباب الذين يتبعون اساليب وقوالب فنية جديدة في طرح ما سبق طرحه, محاولين تحقيق الابهار بواسطة التكنيك الاخراجي المتبع , وهو الأمر الذي يظهر امكانيات طعمة الاخراجية على صعيد تحقيق ادهاش فني ملحوظ.‏

أما بالنسبة لأداء مجموع الثنائيات, فقد أجاد الثنائي الراقص (لاوند,لميس) وحلقا معاً وصولاً الى حالة تعبير ايمائية أبلغ أحياناً حتى من صريح الكلام. وتناغم معهما ثنائي اللغة المحكية (شادي , رغدا) فكان بين الثنائيين في كثير من اللحظات نوع من التكامل الأدائي صوتاً وصورة ليبقى الثنائي الفصحى (أمجد , لما ) بعيداً بأدائه عن الاثنين السابقين, إذا بدا أقل انسجاما معهما , وربما كان لثقل الفصحى تأثير في هذا الأمر بالاضافة الى ضعف إلقاء كلا الممثلين فلم يكن الصوت لديهما مسموعاً في بعض الاحيان .‏

أخيرا .. تبقى هذه التجربة لأمجد طعمة..‏

على الرغم من انها لا تهدف إلى إعمال ذهن المتلقي إلا من حيث محاولة إشراكه في فهم تكنيك العمل.. تبقى خطوة أولى , من خطوات أخرى قادمة نتمنى ألا يطول انتظارها , وان تكون اكثر عمقاً.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية