تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الضـــــــــــــاد

رؤيـــــــة
الجمعة 6-2-2009م
فادية مصارع

في كتابها شمس العرب تسطع على الغرب: «تعترف المستشرقة الألمانية زغريد هونكه: أن في اللغة الألمانية كلمات عربية، وأنها تدين- والتاريخ شاهد على ذلك- بكثير من أسباب الحياة الحاضرة للعرب.

أما يوهان فك فيرى أنه لا يزال للعربية وزنها وثقلها ومركزها العالمي، وهذه حقيقة لا يستطيع أحد أن ينكرها، وحتى مطلع القرن العشرين بقيت العواصم العربية ومنها بيروت تنشىء جمعيات لتنشيط اللغة العربية والعناية بالضاد، تستقطب الأدباء والشعراء من كل حدب وصوب، لتكون لغتهم حصناً منيعاً ودرعاً يحمي ثقافتهم وحضارتهم التي بدأت تتعرض للغزو الثقافي والاستلاب.‏

لكن ما الذي حصل للعربية اليوم؟ ما جرى مؤخراً في إحدى أهم الندوات الثقافية يعكس واقع الحال المتردي الذي وصلت إليه، وعقوق أبنائها للغتهم الأم والتنكر لها، إذ إنها أصبحت موضع سخرية واستهزاء من قبل أحد العاملين في الشأن الثقافي حين عاب عليه زميله تحدثه بالعامية فأجابه ساخراً أمام الجميع: «في الحقيقة»، ولم يكتف بذلك لنجدها بحرفيتها منشورة في اليوم التالي في الصحيفة التي يعمل بها، ويفترض أنها تحمل الضمير المتصل (نا) للبلد الذي نفخر ونعتز أن المواطن السوري فيه يتحلى بوعي قومي وأصالة وانتماء إلى أمته العربية، ولا يزال يتمسك بلغته التي هي عنوان حضارته ووطنه الروحي، يبدو أن المؤسس الأول لمجمع اللغة العربية الأستاذ محمد كرد علي كان محقاً حين وصف من يهجر لغته عامداً متعمداً بالقول: «اللغة أول مظهر من مظاهر القومية، ومن ضعفت ملكته فيه، وفي وسعه إحكامها، كان الهمج الهامج سواء».‏

تعليقات الزوار

طلعت علي |  ali.talat7@gmail.com | 07/02/2009 08:42

لاشك أن تعلم اللغات المتعددة ضرورية ومهمة ولكن ليس على حساب اللغة الأم التي هي لغة القرآن ،وكم من أبناء الللغة العربية قد تأثروا بلغات أخرى وأصبحوا يخلطون بعضها ببعض ظناً منهم أنها تقدم ومواكبة التطورات العصرية مع الأسف،فأين الانتماء الصحيح وهل في ذلك شيء مخجل ياأبناء اللغة العربية.

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية