تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


معركة الوســـائد.. حرب بلا ضحـــايا

استراحة
الجمعة 6-2-2009م
نيرمين خليفة

يقولون في داخل كل شخص طفل شقي، مشاغب ومشاكس يرافقه في كل سني عمره، فليس غريبا أن يتعارك الكبار البالغون العقلاء بالوسائد، ويتمتعون بلعبة الوسائد.

وهي لعبة قديمة قدم تاريخ صنع الوسائد، لعبة عفوية لا يتم فيها التخطيط سلفا، ناهيك عن الحقيقة وهي أن مسرح المعركة غالبا ما يكون محصورا ضمن غرف النوم، فيتشاجر الأطفال والكبار فيما بينهم، حتى إذا بادر أحدهم بقذف وسادة رد له الآخر الصاع صاعين وقذفه بوسادتين، وسرعان ما تتناثر الوسائد في أجواء ميدان المعركة، ويخوض الجميع حربا لا تخلو من مرح، وهو اقتتال أبيض لا ضحايا فيه ولا إصابات.‏

وما كان نشاطا طفوليا يكون مشروعا للكبار قبل الصغار، أما الآن فقد انتقلت المعركة البيضاء إلى أماكن عامة وأصبحت الحرب الإلكترونية ناشطة جدا حيث يتم العراك عبر ما يسمى الرسائل الإلكترونية والرسائل القصيرة عبر الموبايل.‏

اللعبة التي انتقلت إلى الكمبيوتر تتضمن مشهدا يتدفق فيه حشد من البشر بصورة عفوية، يتواجدون في مكان محدد للمشاركة في عراك الوسائد، وقد جلبوا معهم سلاح المعركة الرئيسي (الوسائد)، وما إن تحين ساعة الصفر حتى تسمع كلمة هجوم، وقد تستمر المعركة عدة دقائق، وقد تمتد إلى ساعات، حسب ضخامة الحشود، ودرجة الإثارة ومستوى الحماسة.‏

وقد بات لهذه المعركة مهرجان عالمي في بعض دول العالم، أو ما يعرف باليوم العالمي لمعركة الوسائد.‏

إن أجمل ما في هذا النوع من المعارك أنه لا خاسر فيه ولا مهزوم، الكل منتصر، حتى وإن تعطل سلاح المعركة أو انفجر، وحتى إن لم تكف وسائد المقاتلين من حولهم.‏

حرب أشبه بالجنون، وهذا النوع من الجنون هو ما نحتاج إليه كنشاط ترفيهي يسعى إلى مساعدتنا في التخلص من ضغوط الحياة اليومية والتخلص من الشعور بالقلق والإجهاد المرتبطين بطبيعة الحياة، وفوق ذلك تحقق نوعا من التواصل الاجتماعي والإنساني.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية