والبيزنطية والعثمانية، إنها مدينة صناعة الأحلام ومدينة الفتوحات والتداخل والتعايش والشواهد المعمارية والفنية والتاريخية.. مدينة تتمسك بتراثها لكنها تتطلع دائماً إلى المستقبل.
أطلقت على المدينة أسماء عديدة عبر التاريخ فهي القسطنطينية ثم إسلام بول وأطلق عليها في نهايات العهد العثماني الأستانة وبقي الاسم الدارج على ألسنة الناس اسطمول بالطاء وقلب النون والباء ميماً، أما الاسم الرسمي لها الآن فهو استانبول.
كانت تاريخيا تعرف باسم القسطنطينية عاصمة الإمبراطورية البيزنطية التي بنيت قرب المملكة القديمة طروادة، وغير اسمها عندما فتحها السلطان محمد الفاتح لإسلام بول وجعلت عاصمة للخلافة العثمانية، وتعتبر اسطنبول إحدى المدن القلائل الضخمة في العالم التي تقع على قارتي أوروبا وآسيا وهي مدينة المساجد والقصور والكنوز التاريخية والحضارات الحديثة المتجددة، وتعتبر الجسر الثقافي الذي يربط المشرق بالمغرب.
إنها مدينة الأحلام.. الشمس والبحر والرمال الذهبية، وعندها جزيرة تقع في نقطة التقاء قارة آسيا بقارة أوروبا على بحر مرمرة ويرجع تاريخ هذه الجزيرة إلى ما يقارب 2500 سنة، وقصة بنائها أنه كان هناك ملك يحكم اسطنبول وقد رأى في منامه ثعباناً يلدغ ابنته وتموت ففكر في طريقة يحمي فيها ابنته، فقرر أن يبني لها جزيرة وسط البحر يسكنها فيها، ويبعدها عن وصول الثعبان لها فبنى لها هذه الجزيرة وأسكنها فيه، ولما أصبح عمرها 18 عاماً أهدى إلى الأميرة سلة من التفاح، وقد تسلل بها ثعبان فلما فتحت السلة خرج منها الثعبان فلدغها وماتت.
وبعد ذلك استغلت الجزيرة كمركز تجاري للجمارك مركز للحجر الصحي حتى أصبحت مطعماً راقياً لهواة الهدوء واللحظات الرومانسية والجلسات المميزة ويصلون إليها بالقوارب.
وفي اسطنبول متحف (طوب خان) وهو عبارة عن قصر على مضيق البوسفور ويوجد فيه مطعم ومقهى يطل على البوسفور ومنظره رائع ، بناه السلطان محمد الثاني وقد عاش فيه سلاطين الدولة العثمانية، وتبلغ مساحته 1700 متر مربع، وتضم القصور والمكاتب والمساجد والمكتبة والمتاحف والمطابخ، واستمر بناء هذا القصر 13 عاماً وله سبعة أبواب ومن أهم مقتنياته (البردة النبوية) وتوجد فيه كذلك رسالة النبي صلى الله عليه وسلم للمقوقس ملك مصر، كما يحوي أيضا سيوف الخلفاء الراشدين، وسيوف بعض الصحابة ومصحف الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه ومفاتيح وأبواب الكعبة القديمة.
ومن الأماكن المهمة في اسطنبول بناء آيا صوفيا ، وهو الآن متحف وكان سابقاً كنيسة، وعندما أتى السلطان الفاتح حوله إلى مسجد، وعندما أتى مصطفى كمال أتاتورك حوله إلى متحف.
و أجمل وأغرب الأسواق هما سوقان الأول البازار المصري، وهو يضم أصنافا عديدة من الحلويات والبهارات والمكسرات وكل ما تحتاجه المرأة في مطبخها، ويكفي أن تزور هذا السوق ولو لم تشتر منه شيئاً، فالفرجة تجعلك تنتقل إلى عالم مملوء بالأسرار، فهذا السوق ينقلك الى الزمن الغابر.
والسوق الثاني اسمه السوق المسقوف وهو السوق الأضخم في اسطنبول، ويضم مصنوعات عديدة وكثيرة ومتنوعة وفيه أربعة آلاف محل، ويكفي انك عندما تزوره كأنك تقرأ تاريخ تركيا من خلال منتجاتها.
نشير أخيرا إلى أن استانبول أنجبت عددا من نجوم المسلسلات التركية التي تحظى بمتابعة من المشاهدين العرب وتدور أحداث عدد منها في استانبول، ومنهم نجوم سنوات الضياع توبا بويوكوستن (لميس) وبولنت إينال (يحيى) ونجم مسلسل وتمضي الأيام سرحان هونال (أسمر).