|
ركن الفتاوى دين ودنيا <أحب أن أستمع إلى الموسيقا الهادئة في الليل خلال دراستي فما حكم ذلك؟ << الموسيقا صوت حلاله حلال وحرامه حرام، وحكم الموسيقا حكم ما تعزف من أجله، فحيث عزفت على نشيد فيه فضيلة وخير وأمر بمعروف ونهي عن منكر فهي طاعة لله وتمتع بالطيبات التي أحلها الله تعالى، قل من حرم زينة الله التي أخرح لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة. وأما ما كان من هذه المعازف مقترناً بأشكال المعصية من خمور وآثام واستهتار بالعورات والأعراض فهو حرام لا ريب فيه، ولا شك أن كثيراً من استخدامات الموسيقا في زماننا من هذا الباب وهو مأثمة عظيمة نسأل الله أن يقينا شرها. وقد ورد في الغناء أحاديث كثيرة وفي الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم استمع إلى غناء الجاريتين وهما تدففان بالمزهر ولم ينه عنه فكان إقراراً منه صلى الله عليه وسلم. أما ما ورد من أحاديث تفيد كراهة الغناء والمعازف فغالبه من باب الضعيف الذي لا تقوم به حجة، ولم يرد في الصحيح إلا حديث واحد من طريق هشام بن عمار ونصه ليكونن في امتي أقوام يستحلون الحر والحرير والمعازف والخمور وقد ناقش ابن حزم مسانيد الأحاديث التي فيها تحريم الموسيقا والغناء أو تحريم السماع كما كان يعبر عنه آنذاك وقطع أنها واهنة السند، وقد انفرد بها هشام بن عمار وفيه مقال. وعلى افتراض صحة الحديث فهو من باب الحرام لغيره لا لذاته، والمعنى أنه إنما يحرم لاقترانه بغيره وهو الخمور وليس لذاته والله أعلم. *** سرقة الكهرباء <راتبي لا يكفيني وأعاني من ديون مستمرة ، وترهقني فاتورة الهاتف فهل يجوز لي سرقة الكهرباء من الأعمدة المجاورة ؟ << الكهرباء طاقة خلقها الله تعالى والأصل أن الناس شركاء فيها لقوله صلى الله عليه وسلم: «الناس شركاء في ثلاثة الماء والكلأ والنار»، ولكن هذه المباحات الثلاث تتحول إلى ملك خاص بالإحراز في أوعية مناسبة، فحيث تم إحراز الماء أو الطاقة الكهربية أو الأوكسجين فقد صار ملكاً محترماً لا يحل في الشرع الاعتداء عليه، وهذا هو شأن الطاقة الكهربية التي ينتجها العارفون من الناس بوسائل علمية وصنعية يتكلفون فيها نفقات طائلة ولا شك أن الاعتداء على ما أحرزه الناس بوجه مشروع يعتبر سرقة ويعتبر حراماً. والقول بتحريم سرقة الكهرباء محل إجماع بين علماء الشريعة الذين اتفقوا على وجوب احترام ملك الناس فرداً أم جماعة أم دولة. والكهرباء في زماننا ملك عام والاعتداء عليه يسمى في الشرع غلولاً، ومن يغلل يأت بما غل به يوم القيامة ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون. *** عيد الحب < ما حكم الفرح بعيد الحب؟ << لا يوجد في الشريعة الإسلامية اعتبار ليوم الرابع عشر من شباط، وغالب ما يجري في هذا اليوم هو من باب العلاقات المحرمة. والشريعة تحث على الحب وتأمر به ولكن في إطار ما أحل الله تعالى وليس في إطار ما حرمه الله كما يجري في هذه المناسبات اليوم. فمن أهدى حبه لوالديه أو لزوجته أو لأولاده فهو مأجور مبارك له فيه، أما من جعل هذا اليوم مطية لبناء علاقات آثمة في حرام فهو في باب ركوب الكبائر والله سائله عما افترى فيه من إثم وحرام.
|