ومن هذه القرارات والاجراءات استدعاء التدخل الخارجي في ليبيا وتمزيق هذا البلد وتدميره ومن ثم فرض عقوبات اقتصادية جائرة على الشعب السوري طالت لقمة عيش المواطن ولم تكتف بذلك بل حاولت التضييق على حرية الاعلام السوري ولذلك طلبت من ادارتي قمري عربسات ونايلسات وقف البث التلفزيوني للمحطات السورية ولدى عجزها عن تحقيق ما خطط لها وعلقت عضوية سورية في خرق سافر لميثاق الجامعة وإعطاء هذا المقعد لمجموعة من المرتزقة الذين يعتمدون في اطعامهم وملذاتهم على أموال النفط الخليجي وذلك لاستكمال المؤامرة الكونية على سورية من أجل تدمير الدولة واضعافها والنيل من مواقفها خدمة للمخطط الأميركي الصهيوني المسمى الشرق الأوسط الجديد.
ولاستكمال تنفيذ المخططات الصهيوأميركية التي تستهدف سورية أرضاً وشعباً عقدت الاجتماعات المكثفة والتي وصل عددها خلال السنتين الماضيتين إلى أكثر من عدد الاجتماعات التي عقدت منذ تأسيس الجامعة وحتى لحظة اختطافها من قبل أمراء ومشايخ النفط والدولار في 2011 وكل هذه الاجتماعات كانت تدور حول إيجاد الآلية المناسبة من أجل استدراج التدخل العسكري في شؤون سورية الداخلية تحت ذرائع وحجج واهية، الأمر الذي يشير بوضوح إلى مدى انخراط حكام قطر والسعودية بحرف بوصلة الجامعة ومسؤوليتهم عن زيادة العنف وسفك الدم السوري وذلك في إطار سعيهم الحثيث لإرضاء أسيادهم في البيت الأبيض والكيان الصهيوني.
ويأتي انعقاد القمة التآمرية في الدوحة وترؤس أمير قطر لها في إطار ممارسة المزيد من الضغوط على الشعب السوري حيث أشارت كلمات بعض الوفود إلى مدى خنوع هؤلاء العملاء للاملاءات الصهيوأميركية لأنها تقاطعت حول نقاط سبق وأن طالبت بها اسرائيل والولايات المتحدة والتي تركزت حول الطلب من مجلس الأمن اتخاذ قرار يتيح التدخل بشؤون سورية ودعم العصابات المجرمة بالمال والسلاح وبالتالي تشريع الإرهاب ودعمه دون الأخذ بعين الاعتبار أن هذه الإجراءات العدوانية من شأنها قتل الأبرياء وإزهاق الأرواح وهذا ماترجمه الارهابيون في اليوم الذي عقدت فيه قمة حمد حيث طالت قذائف الهاون التي أطلقها الارهابيون على الأحياء السكنية والمدارس والمؤسسات الاعلامية ما أدى إلى استشهاد وجرح عدد من المواطنين الأبرياء كل ذلك يؤكد أن حكام قطر والسعودية ومن يدور في فلك عمالتهم يعملون على إطالة أمد الأزمة وتدمير بنية الدولة السورية واستهداف الجيش العربي السوري وإلهائه بقضايا داخلية باعتباره الجيش الوحيد الذي يواجه العدو الاسرائيلي وهذا بالطبع يفسر سبب استهداف دفاعات ومطارات الجيش من قبل المرتزقة الارهابيين.
التضليل الذي انتهجه المجتمعون في الدوحة لاستكمال تآمرهم ولمواصلة تنفيذ إجرامهم بحق الشعب السوري بلغ ذروته في البيان الختامي لقمة الحضيض حيث شرع البيان للدول المتآمرة بتقديم أسلحة تدمير وفتك إلى العصابات المسلحة التكفيرية في سورية وأيضاً طالب وبدافع الخداع ضرورة حل الأزمة في سورية بشكل سلمي الأمر الذي يشير إلى تناقض لم يسبق له مثيل حيث إن تقديم السلاح إلى المجرمين الذين يعيثون فساداً وإجراماً بحق البشر والحجر يتناقض مع الحل السلمي ومن شأن تقديم السلاح زيادة حدة العنف وعرقلة الجهود الدولية التي من شأنها إيجاد آليات لحل الأزمة السورية عبر الحوار والتشويش على مسيرة الحوار الوطني التي انطلقت في سورية وبالتالي تشجيع الارهابيين على ارتكاب جرائمهم وبث الفوضى وزرع بذور الفتنة والتغطية على جرائم الإرهابيين بذريعة حماية الشعب السوري وهم في حقيقة الأمر يتاجرون بالدم السوري ويحاولون الاستثمار فيه تنفيذاً لأحقادهم ،لاسيما وأنهم فشلوا على مدى عامين من تحقيق أجندتهم العدوانية وإخضاع الشعب السوري للاملاءات الاستعمارية.
لقد ارتكبت الجامعة العربية خطأ فادحاً واستباحت ميثاقها عندما علقت عضوية سورية وأعطت مقعد سورية إلى مجموعة موظفين لدى دوائر الاستخبارات الغربية حيث لايملكون قراراً سيادياً خاصاً بهم وهذا باعترافهم حيث قال أحدهم إن من يمول مايسمى المعارضة يملك قرارهم السياسي بالإضافة إلى أن المرتزقة التي احتلت مقعد سورية في هذه القمة بتواطؤ من أمير قطر لاتمثل سوى نفسها بل إن بعض أفرادها يحمل الجنسية الأميركية ولايعرف سورية إلا على الخارطة وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على حالة الهرطقة والهذيان التي وصل إليها من يجر الجامعة إلى الهاوية ويريد إطلاق رصاصة الرحمة على الدور الذي أنشئت من أجل أن تقوم به والأكثر سوءاً من ذلك فإن قرارات الجامعة أسست إلى مرحلة خطيرة وإجراءات يمكن أن تطال أي بلد عربي آخر عندما تتعارض سياسته ومصالح شعبه مع سياسة مختطفي الجامعة أو سياسة أسيادهم في البيت الأبيض والكيان الصهيوني وهذا بالتأكيد ماتسعى إليه القوى الاستعمارية من أجل إضعاف دول المنطقة وتقسيمها إلى كانتونات تدور في فلك السياسة الغربية.
ماصدر عن قمة التآمر في الدوحة وما ستؤسس له بإجراءاتها العدوانية بحق سورية وشعبها لن يغير في المعادلة على الأرض لاسيما وأن الجيش العربي السوري مصمم على اجتثاث الإرهاب مهما بلغت التضحيات والشعب السوري لن يقبل أن يكون الحل إلا سورياً بامتياز ودون أي تدخل خارجي ولذلك لم يبق لهؤلاء العملاء والمتآمرين إلا أن يندبوا حظهم لأنهم في خندق معاد لشعب لايعرف الخنوع ولايقبل الاملاءات ويملك الإرادة والتصميم على إفشال المؤامرة وتحقيق النصر لتبقى سورية كما كانت دائماً قوية بشعبها وجيشها البطل.