تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


قمة عربية.. ولكن!!

حدث وتعليق
الخميس 28-3-2013
ناصر منذر

لم تختلف «قمة الدوحة» كثيرا عن اللقاءات والاجتماعات التآمرية التي حشد لها أعداء الشعب السوري في أكثر من عاصمة عربية ودولية تحت أشكال ومسميات مختلفة, اللهم سوى بفارق بسيط من حيث الشكل فقط,

وهو أن المشاركين بتلك القمة هم من جنسيات عربية – حتى الآن – ولن نستغرب أن تضاف إلى قائمة المشاركين في المستقبل القريب كيانات غير عربية, واعتبارها من «عظام الرقبة» كما يقال, وهناك الكثير من المؤشرات التي توحي بذلك.‏

فالجامعة العربية باعتبارها المؤسسة المعنية بالتحضير لعقد الاجتماعات والقمم العربية, ومتابعة جداول أعمالها قد ضربت بميثاقها عرض الحائط, وأصبحت مصدر خطر على دولها الأعضاء المؤسسين لها, بعد أن حولها مختطفوها إلى منبر معاد لمصالح الشعوب العربية, وهي إن كانت قد منحت مقعد سورية «لائتلاف الدوحة» اليوم, خلافا لقرار الشعب السوري, فسيكون من الوارد غدا أن تمنح مقعد أي دولة عربية أخرى ترفض التخلي عن سيادتها إلى الكيان الصهيوني تحت مسمى التطبيع مثلا, أو في إطار ما يسمى مشروع الشرق الأوسط الجديد, الذي تسعى جاهدة لتنفيذه على أرض الواقع, امتثالا لأوامر مشغليها في الخارج.‏

نقول ذلك انطلاقا من جملة أسباب, أهمها أن الجامعة وبمواقفها العدائية ضد سورية وشعبها, وإعطائها الضوء الأخضر للكيان الصهيوني كي يستهدف المقاومة في لبنان, ويستبيح المقدسات والوجود الفلسطيني برمته, ومنحها أيضا الغطاء اللازم لدول «الناتو» لتدمير ليبيا, والسماح قبل ذلك بغزو العراق وقتل شعبه, ومن ثم الموافقة على تقسيم السودان, قد شرعنت للدول الاستعمارية أن ترسم مستقبل المنطقة وفقا لمصالحها, وأعطتها الحق في أن تحدد لاحقا شكل الحكومات العربية رغما عن رغبات شعوبها, وأي بلد عربي يرفض التبعية لأميركا والغرب سيكون مصيره بتحريض من تلك الجامعة الفوضى والخراب والدمار.‏

لم تكن «قمة الدوحة» سوى مسرحية هزلية أخرى, تسابق خلالها المتآمرون على إثبات ولائهم لأولياء نعمتهم في الكنيست والبيت الأبيض, من خلال تكرار دعواتهم لاستجلاب التدخل العسكري وتدمير سورية, وفتح الباب على مصراعيه لإرسال المزيد من الأسلحة الفتاكة لقتل الشعب السوري, وفي الوقت نفسه صموا أذانهم عن الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني, والانتهاكات الخطيرة التي يمارسها النظام السعودي ضد شعبه, وعن القمع الذي يتعرض له الشعب البحريني من قبل نظام آل خليفة, وهذا يؤكد بأن الدور الوحيد المناط بالحكام المستعربين هو استهداف سورية لأنها تدافع عن السيادة والكرامة العربية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية