لأنه فسر الاسلام بشكله الحقيقي ووقف في وجه المؤامرة التي تستهدف سورية فهو أحد أعلام الدين الوسطي وصاحب الكلمة الحق وقدم حياته ثمنا للدفاع عن كلمة الحق ضد الباطل مؤكدين أن جريمة اغتياله النكراء عكست مدى الافلاس الذي وصل له منفذو هذا العمل الجبان وان استشهاده سيزيد السوريين تمسكا بالوحدة الوطنية واصرارا لارساء الاستقرار الحقيقي للوطن والسير قدما على نهج الحق الذي وقف بجانبه العلامة الشهيد.
وقال سماحة الشيخ حكمت الهجري شيخ العقل الاول لطائفة المسلمين الموحدين في سورية ان استشهاد العلامة صاحب الفكر النير ونهج الاعتدال الشهيد الحي الشيخ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي الذي طالته يد الاجرام الآثم وهو في بيت من بيوت الله بين المحراب والمنبر وعلى ارض الشام المباركة مكبا على درسه مفسرا لطلابه شرع الله وما اقتضاه من اضاءات وتفاسير مستنيرا بما افاض الله عليه من فقه وعلم ينفع به وينير دروب السالكين هزت ضمائرنا وأدمت نياط قلوبنا مؤكدا ان الشهيد البوطي قد ابهر اعداء الوطن بضياء فهمه فضاقت غرائزهم وتنفست عن قتل ودم لافتا الى ان الشهيد العلامة عاش هاديا واعظا لا يكفر أحدا ولا يعبث بدم خلق الله مقتديا بالانبياء الكرام وصحابتهم الاطهار والأئمة الابرار وان دماء الشهيد ستزهر فينا توحدا واخاء وتسامحا وعزاؤنا بما ترك من خلف صالح وفكر وعلم تمثلت فيه سماحة الاسلام وعفاف الاسلام الذي يبني ولا يهدم ويجمع ولا يفرق مشيرا الى اننا افتقدنا باستشهاد العلامة قامة من قامات الوطن وشخصية أحوج ما نكون اليها اليوم لتعزيز وحدة الكلمة والصف امام غربان هذا الزمان وان ظنوا انهم سيطفئون نور الشمس ووهج الحقيقة فهم واهمون وستبقى سورية العربية بنهجها المقاوم وشعبها الاصيل منارة من منارات الهدى والاعتدال يأوي ليها التائهون وختم الهجري بالدعاء الى الله تعالى ان يتغمد الفقيد بواسع رحمته وكريم إحسانه ويحفظ سورية وقائدها وجيشها الباسل من كل مكروه.
بدوره قال سماحة الشيخ حمود الحناوي تعجز الكلمات عن وصف المزايا والصفات الحميدة للشهيد العلامة محمد سعيد رمضان البوطي الذي وقف دوما موقف حق ودافع عن سورية وانه اغتيل لانه لا يخاف في قول الحق لومة لائم وفهم الازمة وما يحاك للبلاد وترك بصمة كبيرة على كل طالب علم ودين في سورية والوطن العربي والعالم الاسلامي، وطلب الشهادة فنالها بين المنبر والمحراب فمكارم الإنسان الخالدة لا يمكن للموت أن يغيبها.
وأكد الأب بطرس البشارة نائب مطرانية حوران وجبل العرب للروم الارثوذكس ان رسالة العلامة البوطي كانت رسالة الحق ونشر المحبة والتسامح بين جميع الأديان وليس القتل والفتنة وكان دائما يقف الى جانب الوطن والحق وعندما كنا نستمع الى عظاته وخطبه في الجوامع كنا نرى فيه مسيحيا كاملا ومسلما كاملا بتعابيره واعماله مجسدا الدين الاسلامي السمح والصحيح وكان لكل السوريين واستشهاده هو اكبر دليل على وطنيته وصحة نهجه وموقفه.
واكد سماحة الشيخ يوسف جربوع شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين ان العلامة السيد كان داعيا للخير والسلام والمحبة والتآخي والتسامح بين ابناء الوطن الواحد ونبذ العنف والاقتتال صاحب علم وفكر نير وهو إن رحل عنا جسدا لكن فكره واخلاقه وعلمه باق فينا نستنير بضيائه وتمنى الخير والتوفيق للشيخ الكتور محمد توفيق البوطي وان يكون خير خلف لخير سلف.
الشيخ عبد الرحمن محمد النمر احد تلامذة العلامة البوطي وخطيب جامع علي بن أبي طالب بالسويداء اكد ان كل الدراسات أثبتت ان أغلى شيء في هذه الارض هو الانسان والامة بعلمائها ومفكريها فإذا صلح العلماء صلحت الامة واذا فسد العلماء الإنسان والأمة بعلمائها ومفكريها فإذا صلح العلماء صلحت الأمة واذا فسد العلماء فسدت الامة فشيخنا الجليل واستاذنا البوطي كان صالحاً تقياً ورعا داعياً للخير والمحبة والسلام وقدوة للامة تعرض لضغوط كثيرة وتهديدات كبيرة واغراءات ولكنه لم يبدل في موقفه الوطني وكان دائماً يقف الى جانب الوطن بقوله كلمة الحق التي لم ترق لأعداء الوطن وان اغتياله هو اغتيال لمدرسة وفكر وخطاب عقلاني يبني مجتمع الاسلام في مواجهة خطاب آثم هدام مؤكداً ان هذه الجريمة النكراء لن تزيدنا إلا تمسكاً بوحدتنا الوطنية والسير على الطريق الذي اختاره شيخنا الجليل.
وقال السيد عبد الله الاطرش ان الشهادة منحة من الله يتمناها كل مؤمن وان الوطن الذي انجب البوطي وبواسل جيشنا الباسل لابد ان ينتصر مشيراً الى مناقب الشهيد المعروف بعمله وعلمه ودعوته الى التسامح ودفاعه عن الوطن وكرامته.
بدوره اشار الشيخ كميل نصر عضو اتحاد علماء بلاد الشام ان افضل الكنوز معروف يودع في صدور الاحرار وعلم يتدارسه الاخيار والتاريخ لا يسوقه إلا العلماء والشهيد العلامة البوطي كان عالماً من علماء الامة ومن عظمائها فهو شهيد العلم والمحراب والانسانية جمعاء رفض ان يبيع نفسه للشيطان ووقف في وجه منافقي الدين الذين حاولوا تغيير معاني الاسلام لجعله في خدمة اعداء الوطن الذين يهدفون لتدمير مقدراتنا وقتل ابنائنا واغتيال العلماء والمفكرين البارزين داعياً الى استمرار السير على نهج العلامة البوطي اجلالاً لأرواح الشهداء مثمناً تضحيات جيشنا الباسل في تصديه للارهاب والارهابيين.
حضر مجلس العزاء السادة شبلي جنود امين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي بالسويداء والدكتور عاطف النداف محافظ السويداء واعضاء قيادة فرع الحزب والجبهة الوطنية التقدمية والمكتب التنفيذي ومجلس الشعب ومجلس المحافظة وحشد كبير من المعزين.