ولعل السائل في العين بين العدسة والشبكية الذي يُعد وسطاً ملائماً لمرور الضوء إلى الشبكية سُمي بالماء الزجاجي لإسهامه في جعل الرؤية واضحة.
إن أيّ خلل في هذا السائل الزجاجي يسبب عتمة على العين، مما يقلل من مستوى الرؤية. تماماً، مثل النافذة الزجاجية عندما تتسخ، أو تتلطخ بالأصباغ، فتقل الرؤية من خلالها، أو تنعدم! لذا وجب إزالة كل ما يشوب هذا السائل الزجاجي في العين، والحفاظ على ماء زجاج العيون سليماً لا يخلطه ماء أزرق أو ماء أبيض.
ومن السائل الزجاجي إلى العين الزجاجية. لقد ظهرت العيون الزجاجية في الجزء الأخير من القرن السادس عشر في مدينة البندقية الإيطالية بعدما كان البديل عنها من الذهب أو الخرق! ولم تُعرف هذه العين خارج البندقية إلاّ في القرن الثامن عشر عندما تولى الباريسيون أمر صناعتها. وعلى الرغم من أن العين الزجاجية كائن جامد لا يسهم في الرؤية، إلاّ أنها كانت بديلاً رائعاً للعين المفقودة أو المفقوءة، حيث يسهل تلوينها لإعطائها الشكل الشبيه بالعين الأخرى.
تعد ألمانيا بلداً منتجاً لأفضل العيون الزجاجية في العالم، إذ أسس مشغل لهذه الصناعة عام 1923م في مدينة كولن، وتفوق الألمان على الباريسيون في هذه الصنعة التي كانت حكراً عليهم منذ القرن الثامن عشر. وازدهرت صناعة العيون الزجاجية بعد أن زاد الطلب عليها، غداة الحرب العالمية الأولى وما خلفته من عاهات، كان من ضمنها العيون المفقوءة، فانتشرت مشاغل العيون الزجاجية في مختلف مدن ألمانيا. من الأشخاص الذي ينظرون إليك بعين واحدة مبصرة، بينما الأخرى زجاجية تجميلية الممثل الأمريكي الراحل بيتر فولك الذي أدى شخصية المحقق كولمبو، وأيضاً رئيس وزراء بريطانيا السابق غوردن براون.