تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الفن الاستهلاكي يطـــــرح الأســـــئلة؟

فضائيات
الأربعاء 26-8-2009م
أديب مخزوم

يطرح التقرير الذي بثته قناة الجزيرة الوثائقية حول أعمال الفنان التشكيلي حسن شريف، إشكالية العودة إلى مواضيع دادائية وعبثية،

بعد تجارب عدة عقود من المراوحة في فلك هذه الطروحات الملتبسة في رواجها الاستهلاكي وما تفرع عنها من اتجاهات وتيارات متطرفة تندرج في نطاق الفنون العدمية واللاشيئية.‏

ولإعطاء أعماله شرعية التواصل مع الفنون الجديدة، أشار حسن شريف في تقرير الجزيرة المصور إلى أنه نشر أفكاره في كتب ودراسات معتبراً أن النظريات التي تقول إن أعماله استنفدت تعني أنها لم تفهم جوهر خصائصها مشيراً إلى أننا نعيش أجواء الحرب العالمية الثالثة، وأنه يرغب في الوصول إلى صورة تشكيلية مغايرة وغير مرئية سابقاً. إلا أنه في تنظيره لأعماله واعتبار نفسه فاتحاً ومجدداً في هذا المجال يضعه على عتبة التناقض بين الأقوال والأفعال، وبعبارة أخرى بدت أعماله المجمعة من أشياء استهلاكية وهامشية أكثر اتجاهاً نحو ابراز حالات التعاطف مع التوجهات الدادائية الأوروبية والتي ظهرت في ظروف الحرب العالمية الأولى والثانية، والتي استهلكت منذ نهاية اربعينيات القرن الماضي. فهو يعيد تجميع كل ما تقع عليه عيناه من مواد وأوان بلاستيكية ومعدنية وقماشية وورقية، وفي إعادة تشكيل هذه العناصر يعمد أحياناً إلى إجراء ثقوب كثيرة في بعض الأواني المعدة للعرض على الجمهور، وهو في ذلك لا يقدم أي جديد يجعله خارج سرب الأجواء المألوفة والتقليدية والتي شهدتها ومنذ عقود العديد من العواصم والمدن العالمية الكبرى.‏

إن الرغبة بعصرنة الفن العربي والذهاب به إلى اقصى حالات الدادائية والعبثية وصولاً إلى استلهام معطيات فن الصدفة ولاشيء جعلته بمثابة مغامر دادائي متطرف يحمل نبرة سخرية من حضارة القرن العشرين. فالتشكيل الذي يبحث عنه في أكوام نفايات المجتمعات الاستهلاكية، ماهو إلا صدى لأزمة الفنون العالمية المعاصرة، حيث لا حدود أحياناً بين الفن واللافن، وإلا ما معنى انحيازه الشديد لايقاعات تعبئة مجموعة واسعة من الأكياس بالورق، ومن ثم وضعها بطريقة عشوائية، في علب كرتونية كبيرة، وتقديمها إلى الجمهور على أنها لغة تشكيلية جديدة خاصة ومتوافقة في مظهرها الاشكالي والملتبس مع قلق حياتنا المعاصرة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية