|
لايزال بإمكانه أن يبدل الإيقاع... فضائيات محمود درويش لايكبر إن تذكرت الفضائيات أو لم تتذكره....إنما هي التي تستمد عمقا من وجوده عليها...وربما من حسن حظه أنها نسيته بدلا من أن يتواجد وسط هذا الركام من العشوائية والتخبط والسطحية... الجزيرة بدت في أكثر من موقع وفي أكثر من برنامج خارجة عن النسق الفضائي كأنما تتقصد في كل مناسبة أن تذكر به،.سواء من خلال البرامج عامة كما حدث في برنامج (حوار مفتوح) أو من خلال برامج خاصة به ..آخرها الفيلم الوثائقي الذي عرضته وأعادته مرارا ... البطل فيه كان للشعر كأننا كنا نسمعه للمرة الأولى من خلال توليفة شعرية قدمها الفيلم حملت إلينا نبضاته وكأنه لم يرحل..هكذا يخلد المبدعون..ولايقلل أي نسيان من أهميتهم... عندما كانت كاميرا الفيلم تنتقل مابين منزله الفارغ في عمان المتروك على حاله،وأشعاره...ومابين تلك الشخصيات التي على علاقة وثيقة به (شقيقه احمد، الشاعر سميح القاسم،مارسيل خليفة...) كان الفيلم كأنه ينقلنا من حالة إلى أخرى تلك الكلمات التي كانت تصدر عن تلك اللقاءات إنما كانت تنتزعنا من حالة معايشة الإبداع إلى الحديث عنه..ومهما كان عمق الحديث فانه لايقارن بكل ما كان يصدر عن صاحبه الأساسي إذ تكفي بضع لحظات من كلماته أو شعره لتختصر ربما آلاف الكلمات التي تحتفي به وتتحدث عنه..
|